هل يتراجع تأييد الحراك الشعبي في لبنان؟

11 نوفمبر 2015
التفاعل الشعبي مع أزمات مزمنة (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف استطلاع حديث للرأي أن الحراك الشعبي في لبنان حافظ على مستوى مرتفع من التأييد بين اللبنانيين، على الرغم من انخفاض نسبة مؤيديه من 86 في المائة في بداية انطلاقه في أغسطس/آب 2015 إلى نحو 79 في المائة، في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2015.


وبيّن استطلاع الرأي الذي أنجزته شركة آراء للبحوث والاستشارات في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أن 11 في المائة فقط من اللبنانيين لا يؤيدون الحراك لعدم قناعتهم به، في حين أن 45 في المائة منهم لا يشككون بالحراك نفسه أو بأحقية وطبيعة القضايا التي يحملها، بل لديهم نظرة تشاؤمية إزاء إمكانية الوصول إلى حلول.

وتأتي أعمال الشغب في المرتبة الثانية بواقع 17 في المائة، يليها الشك بأن الحراك مسيس بنسبة 11 في المائة، ثم يأتي الخوف من الفوضى بواقع 10 في المائة، وأسباب أخرى (9 في المائة).

اقرأ أيضاً - لبنان: "الحراك الشعبي" يطرح خطته للنفايات في وجه الحكومة

وخلص الاستطلاع إلى أن نسبة اللبنانيين الذين يؤكدون مشاركتهم في أنشطة مستقبلية للحراك انخفضت من 26 في المائة في أغسطس/ آب 2015، إلى 23 في المائة في سبتمبر/أيلول 2015، وصولاً إلى 15 في المائة في نوفمبر/ تشرين الثاني.


وتشير شركة "آراء" في استطلاعها إلى أن بين الذين يقولون بأنهم لن يشاركوا في تحركات مستقبلية للحراك الشعبي، 37 في المائة منهم يعللون ذلك بأسباب صحية أو عائلية. يأتي بعدها التشاؤم من إمكانية الوصول إلى نتيجة من خلال المشاركة في التحركات الشعبية بواقع 14 في المائة. وتظهر أسباب مثل بُعد مكان السكن عن التحركات المركزية التي تجري في بيروت بواقع 13 في المائة. يلي ذلك عدم توفر الوقت أو الانشغال بالعمل (10 في المائة)، ثم التخوف من المشاكل والعنف (8 في المائة). وأخيراً عدم الثقة بالحراك أو الاقتناع به (7 في المائة)، أو الشعور بعدم الرغبة بالمشاركة أو أن المستفتى غير معني بالحراك (7 في المائة)، وأسباب أخرى بواقع 7 في المائة أيضاً.

اقرأ أيضا - لبنان: "الحراك الشعبي" يعود إلى الشارع ويُعلن لائحة مطالب

أي أن معظم الأسباب التي تمنع المشاركة في أنشطة الحراك الشعبي في المستقبل هي أسباب غير متعلقة بالحراك نفسه إنما أسباب ذاتية مرتبطة بظروف المواطن.

يرى 53 في المائة من اللبنانيين المستفتين أن على الحراك أن يتبنى مطالب وقضايا أخرى، غير موضوع النفايات منذ الآن. فيما يرى 41 في المائة أن على الحراك أن يحصر عمله بقضية النفايات حتى فرض حل بيئي. ما يشير إلى انقسام حاد لدى اللبنانيين إزاء كيفية تناول قضية النفايات وسائر القضايا المعيشية، ويطرح تحدياً مستقبلياً كبيراً أمام الحراك وإمكانيات نموه وتطوره.



ويتصدر تأمين الكهرباء والمياه قائمة القضايا التي يريد مؤيدو تبني الحراك لمطالب أخرى أن يتبناها. ويأتي تحسين الوضع الاقتصادي في المرتبة الثانية. فيما تأتي القضايا السياسية مثل إنهاء الطائفية وإسقاط الحكومة وحتى موضوع الانتخابات النيابية في النصف الأدنى من سلم القضايا المراد إدراجها.

اقرأ أيضاً: شوارع بيروت تتّشح بالأبيض تضامناً مع الحراك الشعبي

المساهمون