يشتبه في أن يكون منفذ الهجوم ضد عسكريين، أمس الجمعة في متحف اللوفر بباريس، قد كتب تغريدات على موقع "تويتر" قبل الهجوم، مشيرا خصوصا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"إخوة مجاهدين في سورية، وكل بقاع الأرض"، بحسب ما أفادت مصادر قريبة من التحقيق.
وأشار أحد تلك المصادر لـ"فرانس برس" إلى أن تلك التغريدات مصدرها "حساب على تويتر يمكن أن يكون صاحبه منفذ الهجوم"، من دون أن يتمكن المحققون من التأكيد رسميا في هذه المرحلة.
ولا تزال عمليات تفتيش هاتف المهاجم وحاسوبه اللوحي جارية، فيما لم يتم تأكيد هويته بعد.
ولاحظت الوكالة أن الحساب الذي يحمل اسم عبدالله الحماحمي يتضمن تغريدات عدة بالعربية نشرت الجمعة، قبيل دقائق من الهجوم.
وفي إحدى تلك التغريدات، التي نشرت عند الساعة 09,31 (08,31 ت غ) كتب الحماحمي: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إن لنا إخوة مجاهدين في سورية وكل بقاع الأرض". وبعد دقيقة، نشر أخرى يشير فيها إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويذكر صاحب الحساب قيامه برحلة من دبي إلى باريس في 26 كانون الثاني/يناير، ما يتطابق مع الرحلة التي قام بها المشتبه به.
ولاحظت "فرانس برس" أن الحساب كان متاحا ليل الجمعة السبت.
ويشتبه المحققون الفرنسيون بأن يكون منفذ الهجوم أمام متحف اللوفر في العاصمة باريس مصريا يبلغ من العمر 29 وصل إلى فرنسا قبل أسبوع، بحسب ما أعلن النائب العام الفرنسي فرنسوا مولان أمس.
وترجح السلطات الفرنسية أن هجوم الرجل وهو يحمل ساطورين على عسكريين أمام متحف اللوفر في باريس "عمل إرهابي"، رغم أن دوافع الهجوم لا تزال مجهولة.
وكان النائب العام، فرنسوا مولان، قال إن المهاجم تقدم من دورية من أربعة جنود وهو يرتدي قميصا أسود اللون ومسلحا بساطورين يبلغ طول الواحد نحو 40 سنتم، فأصاب أحد الجنود في رأسه، ثم أسرع نحو الثاني الذي وقع أرضا وتلقى ضربات من الساطور.
وأضاف النائب العام أن الجندي الذي وقع أرضا "أطلق النار للمرة الأولى نحو القسم السفلي من بطن المهاجم الذي لم يتوقف، ما دفع الجندي إلى إطلاق النار ثلاث مرات إضافية. عندها هوى المهاجم أرضا مصابا بجروح خطرة".
ونقل مصدر مقرب من التحقيق مساء الجمعة أن حالة المهاجم "مستقرة"، فيما أصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة في الرأس، وأعطي تقرير للتغيب عن العمل عشرة أيام.
ويشتبه المحققون الفرنسيون بأن يكون منفذ الهجوم مصريا يبلغ من العمر 29، وصل إلى فرنسا قبل أسبوع. وقال النائب العام الفرنسي إن "هوية المنفذ لم تتأكد رسميا بعد"، مضيفا أن الأبحاث التي قام بها المحققون الفرنسيون "أتاحت الوصول إلى شخص في الـ29 من العمر من الجنسية المصرية"، تبين أن صورته الموجودة في قاعدة البيانات الأوروبية لتأشيرات الدخول "تتطابق مع منفذ الهجوم".
وأوضح أن المهاجم المفترض "المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة" قدم طلبا للحصول على تأشيرة سياحية إلى فرنسا في الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول 2016. وصدرت التأشيرة في العشرين من كانون الثاني/يناير لمدة شهر حتى العشرين من شباط/فبراير.
وتابع المصدر نفسه: "في السادس والعشرين من كانون الثاني/يناير وصل إلى مطار باريس-شارل ديغول قادما من دبي"، وعثر على جواز سفره إثر مداهمة الشقة التي استأجرها في الدائرة الثامنة في باريس قرب جادة الشانزليزيه.
وأوضح النائب العام أن "التحقيقات مستمرة (...) لتحديد مسار ودوافع المهاجم، ولا سيما اكتشاف ما إذا كان تصرف بمفرده، بشكل عفوي، أو بناء على تعليمات".
ودانت مصر، اليوم السبت، الهجوم في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وأكدت القاهرة "وقوف مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب فرنسا في مواجهة الإرهاب"، مطالبة "المجتمع الدولي بتكثيف جهوده لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة التي تستهدف الأمن والاستقرار، ولا تحترم القيم السماوية النبيلة التي تحض على حرمة الدم وعدم ترويع الآمنين".