هل "تحيا مصر" بهكذا معارض؟

15 نوفمبر 2015
(مقطع من الرسمة)
+ الخط -

تشويه إثر تشويه يلحق بالثقافة البصرية في مصر. ابتداءً من تمثال نفرتيتي، مروراً بتخريب قناع الملك توت عنخ أمون، ثمّ التمثال النصفي للعقّاد، وليس انتهاءً ببعض فن الدولة الذي يعبّر عنه مُلصق معرض "تحيا مصر" الذي افتتحته قبل أيّام مؤسّسة "الأهرام" في القاهرة.

قبل أن نتطرّق إلى الملصق، لا بدّ من الوقوف عند اسم المعرض؛ وهو شعارٌ له مكانه في الذاكرة المصرية قبل أن يعيد النظام المصري الجديد إطلاقه، ليتصدّر عناوين "تظاهرات ثقافية وفنية".

أمّا مُلصق المعرض، فهو مأخوذ من عمل لرسّام اسمه فاروق موسى. تتألّف اللوحة من أربعة أشخاص: حسين الجسمي عملاقاً يصفّق، وثلاثة مصريين لا يماثلونه في الحجم يرقصون أسفل منه.

لا تحتاج اللوحة إلى كثير من التحليل، فهي مأخوذة عن أغنية "بشرة خير" التي أدّاها المغنّي الإماراتي ترويجاً لـ "العرس الوطني الديمقراطي" في مصر إبّان الانتخابات التي أتت بالسيسي رئيساً. إلى جانب ذلك، فهي تبدو تنميطاً للمجتمع المصري، وتوحي بالعلاقة غير المتوازنة بين النظام وبعض البلدان الخليجية التي ترعاه.

وفي تصريح استباقي لصاحب "اللوحة"، أكّد أنّه لم يقصد المعونة الخليجية؛ وكأنّما بعبارته هذه يؤكّد ما ينفيه، بل إنّه يهدّد: "إن أزيلت اللوحة من المعرض فلن أسكت، وسأشتكي إلى رئيس نقابة التشكيليين". كان ذلك ردّاً على ما جاء في تصريح لرئيس مجلس إدارة "الأهرام"، أحمد النجار، حول المُلصق الذي اعتذر عنه، مشيراً إلى أنّهم سيعملون على إزالة بعض اللوحات من المعرض.

كلاهما سيّان؛ سواءً إن أُزيلت اللوحات أم بقيت. فالتراجع عن عرض هكذا أعمال، لا يعني تغيّراً في سياسة المؤسّسة الرسمية التي تُنظّم تظاهراتٍ كهذه وتروّج لها على هذا النحو.

المساهمون