خرج الفلسطينيون بمعظمهم من وطنهم بسبب "المؤامرة العربية على فلسطين وشعبها"، هذا ما يقوله عاطف جميل. يضيف: "لو بقينا في أرضنا، لما اقترب أحد منا. حين خرج الناس من البلدة، ظلت جدتي لأبي هناك، ولم تتركها حتى ماتت. عمّي كذلك لم يترك الوطن".
عاطف جميل كريم الحج، لاجئ فلسطيني من بلدة الريحانية في قضاء صفد، يعيش اليوم في منطقة برّ الياس في البقاع اللبناني، بعدما تنقّل كثيراً من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمن والأمان، وعن وطن. خرج من فلسطين عندما كان في التاسعة من عمره، ويشدّد على أنّ "تهجير الفلسطينين والاستيلاء على فلسطين مؤامرة كبيرة. فقد جاء جيش الإنقاذ إلى بلدتنا الريحانية وإلى المنطقة كلها من سورية والأردن ليساعد الفلسطينيين. لكنّ العكس هو ما حصل".
يكمل سرده: "في المرّة الأولى، خرجنا من فلسطين إلى الجنوب اللبناني. بقينا هناك ثلاثة أشهر. لكن في موسم حصاد القمح، عدنا إلى فلسطين، إلى بلدتنا، وحصدنا القمح. بعد تلك الفترة، أتى اليهود إلى منطقة دار ياسين وقتلوا 160 شخصاً. في هذه الأثناء، راح مخاتير القرى إلى الشام ليحضروا السلاح، حتى يتمكنوا من الدفاع عن قراهم وأعراضهم. فأعطوا لكلّ بلدة ثلاث بواريد، لكنّ ذلك لم يفِ بالغرض. السلاح الذي كان مع اليهود أفضل بكثير من ذلك الذي يملكه الفلسطينيون".
ويتابع: "بعد هذه الفترة بدأت أعداد اليهود تتزايد. قصد ضابط من جيش الإنقاذ أبي لكي يخرجه من فلسطين، لكنّه رفض. لم يستمرّ ذلك طويلاً لأنّ مختار بلدتنا كان مغضوباً عليه، إذ وقع خلاف بينه وبين يهودي على قطعة أرض تقع بين أسيون والشكاير. كان يريد ضمّ قطعة الأرض إلى ما يملك، فضربه حينها مختار بلدتنا وأخذ الأرض كلها. قال لأهل البلدة إنّه يريد الخروج لأنّه مغضوب عليه، وخرجنا. أذكر أنّ المختار كان قد وضع القمح المسلوق على السطح. وحين خرجنا، لفّه وحمله على الرغم من أنّه كان لا يزال رطباً".
خرج عاطف جميل مجدداً مع أهله من فلسطين، في اتجاه مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان. يروي: "اضطررنا إلى بيع ما لدينا من مواش، وقصدنا البقاع. هناك، وعد مختار المنطقة أبي بالهوية اللبنانية. لكنّه رفض وعدنا إلى الجنوب. أبي كان مزارعاً، ونحن كنّا نذهب إلى فلسطين لنجلب التين والزيتون. بقينا على تلك الحال لمدّة ثماني سنوات". يضيف: "لو عدنا إلى فلسطين في ذلك الوقت، أظنّ أنّ أحداً لم يكن ليعترضنا. ومن ثم انتقلنا من بنت جبيل إلى أبو الأسود لنعيش عند شخص من آل الشماع. بقينا عنده لسنوات عدّة. بعدها، تعرّفت إلى شخص من الدامور يدعى يمّين يملك بستان موز مساحته أربعين دنماً. أعطانا غرفتين هناك، وتسلّمت العمل في البستان. عشنا هناك، أهلي وأنا، إلى حين أراد صاحب البستان استرداده.
فتركنا المكان وانتقلنا إلى تلّ الزعتر. هناك، أعطى شخص من آل عزيز أبي أرضاً لنستقرّ فيها، فبنى فيها براكية. لكنّ الحياة في تلّ الزعتر كانت سيّئة جداً. عوملنا أسوأ معاملة، فقط لأننا فلسطينيون".
عاش عاطف جميل مع عائلته في تلّ الزعتر قبل أن ينتقل إلى السعودية. يقول: "حين وقعت المجزرة في عام 1976، كنت أعمل في السعودية كمراقب لعمّال البناء. خلال المجزرة التي ارتكبت في المخيّم، استشهد أخي خالد وابنه وكذلك أخي عبد وحماه وابن حماه. على الأثر، انتقلت عائلتي إلى مخيّم الرشيدية في منطقة صور، جنوب لبنان". عندما علم عاطف جميل بما حدث، توجّه إلى سورية ليعبر منها إلى لبنان. "كنت أريد الذهاب إلى ابن عمّي، لكنّني أخرجت من سورية لأنّني فلسطيني. توجّهت إلى القاهرة، ومنها إلى لبنان عن طريق البحر".
بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 1978، تركت عائلة عاطف جميل مخيّم الرشيدية ولجأت إلى منطقة خلدة (جنوب بيروت). وبعدما عاودت إسرائيل اجتياحها للبنان في عام 1982، انتقلت العائلة إلى البقاع وبعدها إلى سورية لبعض الوقت. وفي النهاية، استقرّت العائلة في منطقة برّ الياس في البقاع.
اقــرأ أيضاً
عاطف جميل كريم الحج، لاجئ فلسطيني من بلدة الريحانية في قضاء صفد، يعيش اليوم في منطقة برّ الياس في البقاع اللبناني، بعدما تنقّل كثيراً من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمن والأمان، وعن وطن. خرج من فلسطين عندما كان في التاسعة من عمره، ويشدّد على أنّ "تهجير الفلسطينين والاستيلاء على فلسطين مؤامرة كبيرة. فقد جاء جيش الإنقاذ إلى بلدتنا الريحانية وإلى المنطقة كلها من سورية والأردن ليساعد الفلسطينيين. لكنّ العكس هو ما حصل".
يكمل سرده: "في المرّة الأولى، خرجنا من فلسطين إلى الجنوب اللبناني. بقينا هناك ثلاثة أشهر. لكن في موسم حصاد القمح، عدنا إلى فلسطين، إلى بلدتنا، وحصدنا القمح. بعد تلك الفترة، أتى اليهود إلى منطقة دار ياسين وقتلوا 160 شخصاً. في هذه الأثناء، راح مخاتير القرى إلى الشام ليحضروا السلاح، حتى يتمكنوا من الدفاع عن قراهم وأعراضهم. فأعطوا لكلّ بلدة ثلاث بواريد، لكنّ ذلك لم يفِ بالغرض. السلاح الذي كان مع اليهود أفضل بكثير من ذلك الذي يملكه الفلسطينيون".
ويتابع: "بعد هذه الفترة بدأت أعداد اليهود تتزايد. قصد ضابط من جيش الإنقاذ أبي لكي يخرجه من فلسطين، لكنّه رفض. لم يستمرّ ذلك طويلاً لأنّ مختار بلدتنا كان مغضوباً عليه، إذ وقع خلاف بينه وبين يهودي على قطعة أرض تقع بين أسيون والشكاير. كان يريد ضمّ قطعة الأرض إلى ما يملك، فضربه حينها مختار بلدتنا وأخذ الأرض كلها. قال لأهل البلدة إنّه يريد الخروج لأنّه مغضوب عليه، وخرجنا. أذكر أنّ المختار كان قد وضع القمح المسلوق على السطح. وحين خرجنا، لفّه وحمله على الرغم من أنّه كان لا يزال رطباً".
خرج عاطف جميل مجدداً مع أهله من فلسطين، في اتجاه مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان. يروي: "اضطررنا إلى بيع ما لدينا من مواش، وقصدنا البقاع. هناك، وعد مختار المنطقة أبي بالهوية اللبنانية. لكنّه رفض وعدنا إلى الجنوب. أبي كان مزارعاً، ونحن كنّا نذهب إلى فلسطين لنجلب التين والزيتون. بقينا على تلك الحال لمدّة ثماني سنوات". يضيف: "لو عدنا إلى فلسطين في ذلك الوقت، أظنّ أنّ أحداً لم يكن ليعترضنا. ومن ثم انتقلنا من بنت جبيل إلى أبو الأسود لنعيش عند شخص من آل الشماع. بقينا عنده لسنوات عدّة. بعدها، تعرّفت إلى شخص من الدامور يدعى يمّين يملك بستان موز مساحته أربعين دنماً. أعطانا غرفتين هناك، وتسلّمت العمل في البستان. عشنا هناك، أهلي وأنا، إلى حين أراد صاحب البستان استرداده.
فتركنا المكان وانتقلنا إلى تلّ الزعتر. هناك، أعطى شخص من آل عزيز أبي أرضاً لنستقرّ فيها، فبنى فيها براكية. لكنّ الحياة في تلّ الزعتر كانت سيّئة جداً. عوملنا أسوأ معاملة، فقط لأننا فلسطينيون".
عاش عاطف جميل مع عائلته في تلّ الزعتر قبل أن ينتقل إلى السعودية. يقول: "حين وقعت المجزرة في عام 1976، كنت أعمل في السعودية كمراقب لعمّال البناء. خلال المجزرة التي ارتكبت في المخيّم، استشهد أخي خالد وابنه وكذلك أخي عبد وحماه وابن حماه. على الأثر، انتقلت عائلتي إلى مخيّم الرشيدية في منطقة صور، جنوب لبنان". عندما علم عاطف جميل بما حدث، توجّه إلى سورية ليعبر منها إلى لبنان. "كنت أريد الذهاب إلى ابن عمّي، لكنّني أخرجت من سورية لأنّني فلسطيني. توجّهت إلى القاهرة، ومنها إلى لبنان عن طريق البحر".
بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 1978، تركت عائلة عاطف جميل مخيّم الرشيدية ولجأت إلى منطقة خلدة (جنوب بيروت). وبعدما عاودت إسرائيل اجتياحها للبنان في عام 1982، انتقلت العائلة إلى البقاع وبعدها إلى سورية لبعض الوقت. وفي النهاية، استقرّت العائلة في منطقة برّ الياس في البقاع.