غزة: الاحتلال الإسرائيلي يستنزف الغطاء النباتي

29 أكتوبر 2024
يضطر كثيرون إلى الطهو على الحطب في غزة، 28 أكتوبر 2024 (دعاء الباز/الأناضول)
+ الخط -

حذّرت بلدية غزة، اليوم الثلاثاء، من التدهور البيئي المتسارع الذي يهدد المدينة ويقودها نحو الانهيار البيئي الكامل نتيجة استمرار العدوان ومنع دخول غاز الطهو، وهو أمر ينطبق على كل مناطق قطاع غزة. وأشارت، في بيان، إلى أن هذا المنع دفع العائلات لاستخدام خشب الأشجار في التدفئة والطهو، مما يفاقم الأزمة البيئية ويعرض الغطاء النباتي للخطر، والذي يمثل رئة المدينة ومصدرًا لتحسين جودة الهواء وتخفيف التلوث، كما تُعد الأشجار موائل للطيور وتلعب دورًا هامًا في تلطيف درجات الحرارة.

ولفتت البلدية إلى أنّ العدوان المستمر منذ 13 شهرًا أدى إلى تجريف مساحات زراعية واسعة، وتدمير المتنزهات وإمدادات المياه والري، واقتلاع أكثر من 60 ألف شجرة، ما أثر سلبًا على الغطاء النباتي الذي كانت البلدية تسعى للحفاظ عليه في ظل التغيرات المناخية العالمية.

وذكرت أنّ اعتماد العديد من الأسر على حرق الأخشاب ومواد أخرى للتدفئة والطهو يزيد من التلوث اللحظي في الهواء، ما يرفع المخاطر الصحية على الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، ويعرضهم لأمراض تنفسية خطيرة. ودعت بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات البيئية العالمية والإقليمية إلى التحرك العاجل لوقف العدوان وتوفير غاز الطهو للسكان، كما طالبت بدعم مشاريع الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي في المدينة، محذرةً من أن استمرار الوضع الحالي سيهدد الصحة العامة، وقد تتفاقم الآثار البيئية لتصبح أزمة إقليمية تؤثر على المنطقة بأكملها.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن التأثيرات البيئية للحرب في غزة غير مسبوقة، ما يعرض المجتمع لمخاطر التلوث المتزايد بسرعة في التربة والمياه والهواء، فضلًا عن مخاطر الأضرار التي لا يمكن إصلاحها للنظم البيئية الطبيعية.

وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن الصراع خلف ما يقرب من 39 مليون طن من الركام، حيث يوجد الآن أكثر من 107 كيلوغرامات من الركام لكل متر مربع في قطاع غزة. وشدد على أن إزالة الركام ستكون مهمة ضخمة ومعقدة، ويجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن لتمكين أنواع أخرى من التعافي وإعادة الإعمار، لا سيما أنه يشكل مخاطر على صحة الإنسان والبيئة، ناجمة عن الغبار والتلوث بالذخائر غير المنفجرة ومادة الأسبستوس والنفايات الصناعية والطبية وغيرها من المواد الخطرة.

وأشار التقييم إلى أن هذا الحجم من الركام يفوق خمسة أضعاف كمية الركام الناتج عن صراع عام 2017 في الموصل بالعراق.

المساهمون