هذه هي الأفلام المرشحة للفوز بجوائز مهرجان قرطاج

07 نوفمبر 2018
المخرجة مريم بن مبارك (Getty)
+ الخط -
في اليوم الرابع من الدورة 29 لمهرجان قرطاج السينمائي، بدأت ملامح الأفلام المتوقّع فوزها بإحدى جوائز المهرجان تتضح. 

التميُّز، حتّى الآن، كان للفيلم التونسي "في عينيا"، للمخرج نجيب بلقاضي. الفيلم الذي حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة في المهرجان، يطرَح موضوعاً لم يُسبَق طرحه في السينما التونسية، ويتعلق بمرض التوحد، إذْ يُصوِّر الفيلم حكاية لطفي، وهو أب تونسيّ يعيش في فرنسا، يجد نفسه مضطرّا للعودة إلى تونس حتى يعتني بابنه الذي يعاني من التّوحّد، ليبحث المخرج بطريقة فنية في هذا المرض الذي تعاني منه العديد من الأسر التونسية. الفيلم اعتبره النقاد نجاحاً للمخرج نجيب بلقاضي، رغم بعض الهنات الفنيّة المتعلقة بالمونتاج.

الفيلم الثاني الذي شدَّ جمهور مهرجان قرطاج السينمائي هو الفيلم السوري "مسافرو الحرب"، للمخرج جود سعيد. الفيلم يحكي قصة بهاء الذي تقاعد، ويخطط للرحيل عن حلب الممزقة بالحرب. خلال الرحلة إلى قريته مع مسافرين آخرين، تدفعهم الاشتباكات إلى التعديل في خط الرحلة، ويجد بهاء نفسه عالقاً مع مجموعة من الشخصيات غريبة الأطوار. ويحاولون سوياً إعادة الحياة إلى قرية مدمّرة وجدوا فيها ملاذهم، بانتظار نهاية المعارك. الفيلم اعتبره بعض النقاد يصور الحياة ما بعد ثماني سنوات من الحرب السورية، ويقدم رؤية جديدة لما حصل هناك. ولكن البعض الآخر انتقدوه بشدّة، لأنّه يمثل رؤية النظام السوري الإجرامية تجاه الثورة السوريَّة، علمًا أن المخرج جود سعيد معروف بمواقفه المؤيدة بشدة للنظام السوري، ووقوفه مع ممارسات هذا النظام الإجرامية. 


الفيلم الثالث، هو الفيلم التونسي "فتوى"، للمخرج محمود بن محمود، وهو يحكي قصة إبراهيم الناظور، التونسي المقيم في فرنسا، إذْ يعود إلى تونس لحضور جنازة ابنه مروان الذي لقي مصرعه في حادث دراجة نارية. يكتشف إبراهيم أن ابنه مروان كان ينشط في خلية إرهابية، فيسعى لفهم الأسباب التي دفعته إلى التطرف، وللتعرف على الأشخاص الذين غسلوا دماغه.

الفيلم الرابع، هو الفيلم المغربي "صوفيا"، للمخرجة مريم بن مبارك، وهو يروي حكاية صوفيا (20 عاماً)، التي تعيش مع والديها في الدار البيضاء. بعد حرمانها من الحمل، وجدت نفسها تلد طفلاً خارج إطار الزواج. ويمهلها المستشفى 24 ساعة لتقديم أوراق والد الطفل قبل تنبيه السلطات.


في المقابل، لم ينل الفيلم المصري "يوم الدين"، للمخرج أبو بكر شوقي، الكثير من الإعجاب. فالفيلم الذي صاحبته ضجة إعلامية عند خروجه لقاعات السينما، وهو المرشح لمسابقة مهرجان "كان"، كان الإقبال عليه كبيراً عند عرضه في مدينة الثقافة في العاصمة، رغم أنه عُرض في ساعة متأخرة من الليل. لكن الكثيرين ممن شاهدوا الفيلم اعتبروه فيلماً متوسطاً من الناحية التقنيَّة، رغم أنه طرح مسألة جديدة لم تطرَح من قبل في السينما، إذْ يحكي قصة مستعمرة لمرضى الجُذام من خلال رجل يدعى "بشتي" في منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام. وبعد وفاة زوجته، المصابة هي اﻷخرى بالجذام، يغادر هذه المستعمرة، وينطلق برفقة صديقه النوبي أوباما وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد، وذلك بهدف الوصول إلى قريته في محافظة قنا.

الإقبال الجماهيري كان كبيراً على مختلف عروض الدورة 29 لمهرجان قرطاج السينمائي، والتي أجمع المتابعون على أن الأفلام المعروضة فيها هذه السنة هي من النوعية الجيدة عموماً، وخاصة أن جلّها من إنتاج سنة 2018، أي أن المشاهد التونسي لم يسبق له أن تابعها من قبل.

يُذكَر أن مهرجان قرطاج سينمائي يمنح ثلاث جوائز في مسابقاته الرسمية، وهي التانيت الذهبي والفضي والبرونزي لأحسن ثلاثة أفلام تمّ اختيارها للمسابقة الرسمية.

المساهمون