يتوحد العالم العربي في الاحتفال بعيد الفطر بعادات من عمق الدين الإسلامي، من صلاة وزكاة وصلة رحم، لكن تختلف الدول في جوانب أخرى من الاحتفال، بينها أنواع الحلويات التي تغني مائدة العيد لتزيده بهجة، وتتنوع من بلد لآخر.
وعبرت حلويات العصور وقاومت التغييرات حتى وصلت إلى شعوب اليوم، بينها كعك العيد المصري، إذ اخترع القدماء المصريون كعك العيد كتعبير عن الابتهاج باحتفالات وأفراح الفراعنة، وامتدت هذه العادة من عهد الأسر الفرعونية إلى عهد الدولة الحديثة.
وتتكوّن وصفة الكعك من الدقيق، والسمن، والخميرة الكيماوية، والحليب، والمحلب، والسمسم والملح، ثم يتم عجن الخليط وصناعة كرات يضغط عليها قليلاً قبل أن تدخل إلى الفرن.
ويحظى المغاربة في عيد الفطر بفرصة تذوق أشكال وأنواع عديدة من الحلويات، منها ما هو مصنوع من الشيكولاته، ومنها ما يُعجن باللوز أو المكسرات، ومنها ما يقدم في قوالب الكيك، من أشهرها حلوى الشكلاطة، وحلوى قرن الغزال المحشوة باللوز، وحلوى "غريّبة" التي تشبه قليلاً الكعك المصري.
وتبدأ الأسر الجزائرية بتحضير الحلويات منذ ليلة السابع والعشرين، ومن أشهرها حلوى المقروط المصنوعة من التمر أو اللوز، وحلوى البقلاوة التي تتميز بها المدن الشرقية خصوصاً، بينما تتميز المدن الوسطى بتقديم "تشاراك العريان"، وهي حلوى مصنوعة باللوز ومغطاة بالسكر.
ويفضّل التونسيون إعداد أكلات سائلة من أجل تعويد المعدة على القادم من الطعام بعد شهر من التعود على الصيام. لكن التوانسة لا يحرمون أنفسهم من أشهى الأطباق الأخرى، بينها حلويات من قبيل المشكّلة ذات الأصول الجزائرية.
وتبدأ أجواء العيد مبكراً في السعودية، فقبل أيام من اليوم الموعود تشرع ربات البيوت في إعداد حلويات البلد التقليدية، لعل أشهرها الكليجا أو المعمول.
ويفرض الكرم السوداني على أهل البلد توفير كميات فائضة من الحلويات من أجل إكرام الضيوف والأحباب، ومن أهم هذه الحلويات الكعك والغريّبة والبيتيفور والسابليه والسويسرول.
ويحس العراقيون بأجواء العيد فور نصب المراجيح وألعاب الأطفال، فتبدأ الأمهات في تحضير حلويات العيد، وأهمها الكليجة بحشوات الجوز أو التمر أو السمسم، وكذلك الخفيفي والحلقوم وغيرها.
ويصلّي الكثير من أهالي دمشق في المسجد الأموي، أو يتجهون كغيرهم إلى مختلف المصليات. أما في البيوت فيجيدون في انتظارهم أشكال الحلويات، أهمها المعمول والأقراص والكبابيج مع الناطف.
(العربي الجديد)