باكراً، تستيقظ الفتاة الغزيّة الصغيرة، صباح يوم العيد. ترتدي فستانها الجديد وتنتعل حذاءها الذي أصرّت على شرائه جديداً أيضاً ليتناسب مع ثوبها، قبل أن تثبّت على رأسها إكليلاً مصنوعاً من الأزهار الصناعيّة البيضاء والورديّة. هذا أيضاً إكليل جديد، ابتاعته لها والدتها خصيصاً لعيد الفطر.
تضع الصغيرة حول معصمها الأيسر سوارها المفضّل، ذلك المصنوع من كريات بلاستيكيّة ملوّنة، فيما ترفض الخروج من المنزل من دون عقد اللؤلؤ الخاص بأختها. تحاول الأخيرة ثنيها عن الأمر، إذ إنّ ذلك العقد الضخم لا يليق بصغر سنّها، غير أنّها تلحّ. وفي النهاية، تخرج ظافرة. في العيد، كلّ شيء مسموح!
لا تكتمل فرحة العيد من دون بالونات، فتحصل على بعضها. خمسة بالونات بألوان مختلفة. تحملها بفخر وتتبختر بهندامها الخاص بالعيد، بين قريناتها. مرّ زمن طويل على ارتدائها ملابس جديدة. الأوضاع في قطاع غزّة المحاصر، لا تسمح بذلك. هكذا، تأتي فرحة العيد مضاعفة مرّات ومرّات، بالنسبة إلى كثيرين من صغار القطاع.
ولأنّه اليوم الأوّل من العيد، يُسمح للصغيرة باستخدام الهاتف الخلويّ. هي ممنوعة منه في الأيام العاديّة. فتحمله بثقة، وتلتقط لنفسها صور سيلفي. تقف على حافة مرتفعة، حيث تتجمّع نساء غزّة وفتياتها للاحتفال بصلاة العيد، فيجعلها ذلك في موقع أعلى منهنّ. يرضي الأمر غرورها البريء. وتلتقط تلك الصور، قبل أن تسرع لمعايدة قريبات لها رحن يندهنها.