اتهم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، قوى داخلية وخارجية بالوقوف وراء ما حدث في صنعاء، مؤكداً أن العاصمة لم تسقط، داعياً الحوثيين إلى إخراج مسلحيهم من المؤسسات الحكومية ومن صنعاء. من جهته أعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي "انتصار الثورة" بعد أن سيطر أنصاره بشكل شبه تام على صنعاء، لكنه استدرك بالقول إن يده ممدودة لكل المكونات السياسية في البلاد بلا استثناء، بينما واصل أنصاره اليوم الثلاثاء سيطرتهم بشكل شبه كامل على صنعاء وسط غياب شبه تام للقوات الحكومية.
وأعلن هادي في مؤتمر صحافي أن "صنعاء لم ولن تسقط، ولا يمكن أن تكون حكراً على أحد، وأن ما جرى كان ناتجاً عن مؤامرة كبيرة تحالفت فيها أطراف داخلية وخارجية". وأضاف "أدرك أنكم جميعاً تشعرون بالصدمة لما حدث من تسليم بعض مؤسسات الدولة ووحدات الجيش بالصورة التي شهدناها، ولكن عليكم أن تعرفوا أن المؤامرة قد كانت قوضت السلطة".
وتابع "نشعر بأن هناك مؤامرة تجاوزت حدود الوطن، وتحالفت فيها قوى عديدة من أصحاب المصالح أو من الذين جعلتهم ثاراتهم الشخصية يثأرون من الوطن".
ونفى هادي أن يكون قد سهّل دخول الحوثيين إلى صنعاء استعداداً لإعلان دولة في الجنوب، مشيراً إلى أنه "استلم في عام 2012 شبه دولة وجيشاً منقسماً"، متعهداً بعدم تهربه من تحمل مسؤولياته والتزاماته في حماية اليمن.
ودعا الرئيس اليمني الحوثيين إلى الالتزام بالاتفاق الموقع معهم، وإخراج مسلحيهم من المؤسسات الحكومية التي سيطروا عليها في صنعاء.
في المقابل، أعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، اليوم، "انتصار الثورة"، بعد أن سيطر أنصاره بشكل شبه تام على صنعاء، وذلك في خطاب ألقاه ونُقل عبر شاشات عملاقة أمام مؤيديه وسط صنعاء، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال الحوثي "نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن، إنه انتصار لكل الشعب وكل مكوناته". وأضاف "أوجّه دعوة أخوية إلى حزب الإصلاح، وأيدينا ممدودة للسلام والإخاء والتفاهم، وأنه كحزب يمكن له أن يعيد لحمته مع الشعب، ومع هذه الثورة المباركة من خلال ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الشراكة الوطنية".
وأكد الحوثي أن "مسلّحي جماعته سوف يستمرون في الانتشار الأمني بصنعاء". ووجّه دعوة إلى "المؤسسة الأمنية والعسكرية أن تقوم بواجباتها جنباً إلى جنب مع السكان، ومع اللجان الشعبية في إرساء الأمن والاستقرار لمواجهة أي مؤامرات تستهدف النيل من أمن واستقرار العاصمة أو البلد".
وطمأن الحوثي سكان صنعاء بأن جماعته ستعمل "على أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة مستقرة"، داعياً "أحباءنا وأعزاءنا من سكان صنعاء أن يكونوا مطمئنين إن شاء الله على الوضع الأمني".
واعتبر أن "الثورة الذي قامت بها جماعته أزالت عقبة كبيرة وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة، ذلك العائق كان متمثلاً في أكبر وأخطر قوى النفود المتغلغلة في مؤسسات الدولة بقيادة علي محسن الأحمر"، الذي قال الحوثي إنه "كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب، ويتحالف مع بعض القوى الخارجية بغية إخضاع هذا الشعب والهيمنة على قراره".
ورأى أن التحدي الأمني القادم يتمثل "في خطر القاعدة التي هي صنيعة للاستخبارات الأجنبية".
وأكد الحوثي "ضرورة تنفيذ اتفاق الشراكة الوطنية الذي وقع الأحد الماضي، الذي قال إنه "لبى المطالب الشعبية وأسس لصيغة سياسية ووطنية جديدة قائمة على أساس الشراكة بدلاً من الإقصاء، وتضمن مضامين ذات أهمية كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، وفيما يتعلق بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
واعتبر أن "تنفيذ الاتفاق من الجميع سيتكفل بتصحيح المرحلة الانتقالية وبناء الدولة العادلة المنشودة، ويحقق الاستقرار السياسي في البلد". وأوضح أن "هذا الاتفاق صار عقداً اجتماعياً وسياسياً ملزماً لكل الأطراف، ولقي ترحيباً على المستوى الإقليمي والدولي".
وشدد على ضرورة رفع "المظلومية" عن الجنوبيين، والتوصل إلى حل قضية الجنوب، حيث ينشط حراك مطالب بالانفصال عن الشمال، مضيفاً أن "إخوتنا في الجنوب متضررون ومظلومون، والكل مؤمن بمظلوميتهم، وحتى الآن لم يتلقوا الإنصاف ولم تتحقق لهم العدالة"، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس"
وسقطت صنعاء في قبضة مسلحي الحوثيين، يوم الأحد، بعد سيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولا سيما مجلس الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود.