وسربت حملة ترامب الانتخابية توقعات تفيد أن يحصل غينغريتش، البالغ 73 عاماً، على منصب وزير الخارجية، ما قد يكون وبالاً على القضية الفلسطينية بما أن ترامب قد يدعم بشكل مطلق سياسات إسرائيل، وغينغريتش له مواقف مشابهة للسياسة التي ينهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ولا يخفي غينغريتش محاباته ودعمه لإسرائيل، إذ سبق له أن قال قبل خمسة أعوام في مقابلة مع محطة "جويش تشانل" اليهودية، إن الفلسطينيين شعب "تم اختراعه"، وإنهم يسعون إلى تدمير إسرائيل.
وانتقد خلال المقابلة نفسها رؤية إدارة الرئيس باراك أوباما بخصوص الشرق الأوسط. وقال عنها في هذا الصدد: "إنها بعيدة عن الواقع كلياً. إنها مثل جلب طفلك لحديقة الحيوانات لتشرح له أن الأسد ما هو إلا أرنب لطيف".
وقبل ذلك، تم الإعلان في يوليو/تموز الماضي، عن اسم غينغريتش ضمن المرشحين الثلاثة لشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، قبل أن يعلن ترامب بعد ذلك بأيام أن اختياره وقع على حاكم ولاية انديانا، مايك بينس.
ويبقى اختيار غينغريتش في أي منصب رفيع قراراً حاسماً بالنسبة لترامب، لمداراة قلة خبرته في العمل السياسي، بما أن ساكن البيت الأبيض المقبل لا يملك أي خبرة سياسية.
وفي هذا الصدد، كتب موقع "بوليتيكو" الإخباري أن غينغريتش لديه ما يكفي من الخبرة السياسية، وملم بمواضيع عديدة، متفوقاً بذلك على عدد كبير من الساسة. وبحسب المصدر ذاته، فإن غينغريتش سيكون الرابط بين المؤسسة الحاكمة بواشنطن "الإستابلشمنت" والرئيس ترامب، الذي ترتبط صورته أكثر بعالم رعاة البقر.
ويرتبط اسم غينغريتش بكتاب "عقد مع أميركا"، الذي ساهم في تأليفه، وقام بإصداره الحزب الجمهوري في العام 1994 كوثيقة تحدد معالم السياسة التي سينهجها الحزب في حال قيادته الولايات المتحدة الأميركية.
وكان لغينغريتش دور كبير في فوز حزبه بمناصب كبيرة داخل مجلس النواب في العام نفسه، ما جعله يحصل على لقب "رجل السنة" من مجلة "تايم" في 1995، بعدما أنهى هيمنة الديمقراطيين على مجلس النواب لأربعة عقود.
أما الجانب الأكثر إثارة للجدل في شخصية غينغريتش، فهو تفضيله للتدخل العسكري الأميركي بالخارج. ووفق موقع "سلايت" فقد سبق له أن دعم الغزو الأميركي للعراق، وكان من بين القلائل الذين دعوا لضرورة تنحية الرئيس العراقي سابقاً، صدام حسين، بعد أسابيع فقط من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
وسبق له أيضاً، أن دعا في 2012 إلى تقديم دعم عسكري واضح للمعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد. وطالب أيضاً، أن تكون الولايات المتحدة أكثر شراسة في مواجهة تحركات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي لم يخفي ترامب إعجابه به، وفق "سلايت".