في كتابه "اللسانيات الديكارتية، فصل في تاريخ الفكر العقلاني" يتتبّع اللغوي والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي (1928) تطوّر النظرية اللغوية من ديكارت إلى فيلهلم فون هومبولت؛ أي من فترة التنوير مباشرة إلى الرومانسية.
الكتاب الذي نُشر أوّل مرّة عام 1966، يصدر قريباً بالعربية عن "دار الكتاب الجديد" في بيروت بترجمة محمد الرحالي، وتتضمّن هذه الطبعة مقدّمة جديدة كتبها جيمس ماك جيلفري، أعاد فيها تحديث العمل ووضعه في سياق القرن الحادي والعشرين.
في الكتاب محاولة لتعميق فهم طبيعة اللغة والعمليات والهياكل العقلية التي تكمن وراء استخدامها واكتسابها، حيث يلقي تشومسكي الضوء على هذه البنى الأساسية للغة الإنسانية، وما إذا كان يمكن للمرء أن يستنتج طبيعة الكائن الحي من لغته.
يناقش المؤلف العقيدة المركزية لعلم اللغة الديكارتي التي تقوم على أن السمات العامة للبنية النحوية شائعة في جميع اللغات، وتعكس بعض الخصائص الأساسية للعقل. هذا الافتراض هو الذي دفع النحاة الفلاسفة إلى التركيز على قواعد اللغة العامة بدلاً من دراسة الظروف العالمية التي تصف شكل أيّ لغة بشرية هي "قواعد اللغة العامة".
يرى تشومسكي أن هذه الشروط العالمية توفّر المبادئ التنظيمية التي تجعل تعلم اللغة ممكناً، ومن خلال إسناد مثل هذه المبادئ إلى العقل كملكية فطرية، يصبح من الممكن تفسير الحقيقة الواضحة تماماً، وهي أن متحدّث اللغة يعرف الكثير الذي لم يتعلّمه.
يُذكر أن الكتاب في طبعته الجديدة تضمّن ترجمة لجميع النصوص الفرنسية والألمانية التي وردت في النص الأصلي، كما جرى تحديث الهوامش والبيبلوغرافيا، وفُسّرت العلاقة بين الطبعة الأولى منه وأعمال اللسانيات المعاصرة.