واشتكى فارون من جحيم المعارك من سوء تعامل قوات الأمن الموجودة في المحورين الشمالي والشرقي، وعمليات ضرب وتعذيب وقتل في بعض الحالات من قبل المليشيات على المحور الجنوبي من الموصل.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإنّ "الحكومة لم تبلغهم بأية تفاصيل عن خطة إخلاء المدنيين حتى الآن، أو نقلهم من مناطق التماس مع تنظيم داعش".
وأكد مواطنون فارون من المعارك لـ"العربي الجديد"، أنّهم أمضوا الليلة الأولى بلا طعام، وفي العراء، وتم إيداع النساء والأطفال في مدرسة ابتدائية، بينما بقي الرجال في الشوارع.
وقال الطبيب مهند حمود، من منظمة محلية عراقية موجودة في مناطق عدة حول الموصل لتقديم المساعدة، "إن طفلة وسيدة توفيتا خلال هربهما من قرية الشورة، كما قتل تسعة مدنيين خلال فرارهم من المعارك بنيران قناصة مجهولين".
وبيّن أن "الحكومة مطالبة بتوجيه قوات الجيش والشرطة باحترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين وعدم التعامل معهم بطائفية، لأنّ التعامل بشكل عكسي يعطي انطباعاً سلبياً يصبّ في مصلحة داعش" وفقاً لقوله.
بدوره، أكد عضو لجنة حقوق الإنسان في نينوى، محمد الطائي، أنّ "نحو 600 عائلة فرّت خلال اليومين الماضيين، وبدا الإرباك والتخبط على المشرفين على خطة الإغاثة لسكان الموصل".
وتساءل عن كيفية تعاملهم مع الموضوع في حال الاقتراب من الموصل، وفتح ممرات آمنة وبدء تدفق مئات الآلاف مرة واحدة على نواحي المدينة، وأضاف أن "التقصير وسوء التخطيط بدا واضحاً على لجنة الحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة".
في المقابل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم الأحد، إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تستعد بجديّة لاستقبال النازحين المدنيين من مدينة الموصل العراقية.
لكنه أشار في تصريح أوردته "رويترز"، إلى أن المفوضية ربما تواجه تحديا كبيرا في توفير أماكن لإقامة النازحين في حالة حدوث موجة هجرة جماعية كبيرة.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد ذكرت أنّ ما يصل إلى مائة ألف عراقي ربما يتوجهون إلى سورية وتركيا، هرباً من الهجوم الذي تشنه الحكومة العراقية لطرد تنظيم "داعش" من الموصل.