دراجة نذير حلواني الأولى كانت هدية من والديه. كانت لعبته وسلوته في البداية، لكنه ما لبث أن هجرها. إلا أن نذير عاد بعد سنوات عديدة إلى استخدام الدراجة الهوائية ليس للتسلية وحسب، إنما كوسيلة للتنقّل تجنّبه دفع بدلات التنقل بسيارات الأجرة. هكذا إذاً، أصبح نذير يتنقّل على الدراجة الهوائية في مدينته طرابلس.
لكن لعاصمة الشمال حكاية خاصة مع التنقل والمواصلات. ففي ظل غياب الإشارات الضوئية وتنظيم السير بشكل عام في ثاني أكبر مدن لبنان مساحة وكثافة سكانية، تصبح قيادة السيارات مغامرة كبرى بحد ذاتها. فكيف تكون إذاً قيادة الدراجات الهوائية وسط هذه الفوضى كلّها؟
لأجل هذه الغاية بالذات، وبهدف جعل طرابلس مدينة صديقة لراكبي الدرّاجات الهوائية، عيّن نذير حلواني منذ فترة وجيزة عمدة دراجات طرابلس.
وبرنامج Bicycle Mayor مبادرة عالمية أطلقتها المؤسسة الاجتماعية الهولندية (BYCS)، وتهدف إلى تسريع تقدم ركوب الدراجات حول العالم. ويسعى البرنامج إلى تشجيع مليار شخص آخر على استخدام الدراجات. ويعتبر البرنامج أنّ عمداء الدراجات في العالم يشكلون حافزاً لجمع النطاقات العامة والخاصة، والكشف عن الفوائد الاقتصادية والبيئية والصحية الضخمة لركوب الدراجات الهوائية.
عندما تسجّل نذير حلواني في هذا البرنامج، كان هناك 25 عمدة للدراجات في العالم كلّه فقط. أمّا اليوم، فأصبح عددهم 35. يومها، تواصل نذير مع القيّمين على البرنامج كي يعيّنوا عمدة لمدينة طرابلس، ليكون العمدة الثاني في لبنان بعد عمدة بيروت فيليب داغر. لكنّه فوجئ بعد فترة أنهم طلبوا منه أن يكون هو نفسه عمدة طرابلس، بعدما اطلعوا على ملفّه والنشاطات التي كان ينظمها في مدينته بمبادرة خاصة منه.
يعد "دراجة حواء" أحد المشاريع التي أطلقها حلواني، وهي مقاربة مختلفة لركوب الدراجات في لبنان. يقول نذير: "عندما عاودت التنقل على الدراجات الهوائية، انتبهت إلى أنّ الغالبية الساحقة من راكبي الدراجات الهوائية هم من الرجال". يضيف: "عندها، بدأت رحلة البحث عن نساء يتنقلن بحرية على الدراجات".
من رحلة البحث هذه، كان معرض فوتوغرافي توثيقي لتجارب نساء في التنقل بين شوارع مدينتي طرابلس وبيروت على الدراجة الهوائية، وهو الأوّل لحلواني الذي يحترف التصوير الفوتوغرافي، أقامه في فندق بيت النسيم في طرابلس.
اقــرأ أيضاً
بعد تعيينه عمدة للدراجات في طرابلس، شارك نذير في قمّة عالمية للعمداء أقيمت في المكسيك وكانت المناسبة لتسليمه مهامه بشكل رسميّ. إثر عودته من المكسيك، انكب نذير على العمل من أجل تنظيم مؤتمر إطلاق مشروع "عمدة الدراجات في طرابلس"، الذي أقيم في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس. بالنسبة لنذير، يعد هذا المؤتمر الأول من بين العديد من الخطوات والمبادرات في جدول نشاطاته، في إطار جهوده المبذولة من أجل رفع مستوى الوعي حول ركوب الدراجات في المدينة.
الهدف الأساس لبرنامج عمدة الدراجات يقضي بأن يتحوّل نصف سكان المدينة من التنقل باستخدام السيارات إلى اعتماد الدراجات الهوائية كوسيلة أساسية للتنقل، وذلك في غضون السنوات العشر المقبلة، أي في عام 2030. في هذا السياق، يشير حلواني إلى أن "البرنامج يأخذ بالاعتبار وضع كل مدينة ويعطي الحرية لكل عمدة لتحديد أولويّاته بحسب حاجات المدينة".
على هذا الأساس، وضع حلواني هدفين رئيسيين لنشاطه كعمدة الدراجات في طرابلس. الأول يقضي بالتوعية حول فوائد ركوب الدراجات الهوائية في المدن، للناحية البيئية والصحية والاقتصادية، والمطالبة باتخاذ تدابير تسهّل وتحفز أبناء المدينة على اعتماد الدراجات كوسيلة للتنقل، بالإضافة إلى إرساء ثقافة احترام راكبي الدراجات واحترام سلامتهم. أمّا الهدف الثاني، فهو تنظيم جولات على الدراجات الهوائية تشارك فيها أعداد كبيرة من الدراجين وهواة ركوب الدراجات الهوائية تشمل كافة المناطقة اللبنانية، وترمي إلى لفت الأنظار إلى راكبي الدراجات وإلى المطالبة باستعادة الشوارع والطرقات.
أمّا عن تجربته الخاصة كونه من هواة ركوب الدراجات الهوائية، يتحدث نذير عن شعور بالحرية ينتابه في وقت يقود دراجته في المدينة. يقول نذير إنه عندما يقود دراجته في طريقه إلى العمل يصل إلى مكتبه أكثر حماسة وفي مزاج أفضل. يتحدّث عن الناس الذين يلتقي بهم على الطريق ويلقي عليهم السلام، فيجيبون برفع الأيدي عالياً وبالرد "مرحباً" أو "مرحبتين". هذا التلاقي بين الناس والدراج، وهذا التماهي مع المدينة، غير ممكنين في حال كان نذير يقود سيارة بدلاً من دراجة.
وفق حلواني، فإن طبيعة شوارع طرابلس تسمح بالتنقل على الدراجة بسهولة أكثر من بيروت. مع ذلك، يعتبر أن هناك مجهوداً كبيراً يجب القيام به لتصحيح العلاقة بين طرابلس وراكبي الدراجات الهوائية. يقول نذير إنه نجح إلى حدّ اليوم، كفرد، بكسر العداوة بين السيارة وسائق الدراجة الهوائية. وفي وقت يعتقد سائقو السيارات أن الطريق لهم وحدهم، يقول نذير إنه على سائقي الدراجات أن ينتبهوا إلى أنفسهم في المرحلة الأولى، ريثما تتحسّن العلاقة بين راكب الدراجة وسائقي السيارات من جهة، وبينه وبين المدينة بشكل عام.
في الختام، يشير نذير إلى أن موقعه كعمدة للدراجات في طرابلس يحمّله مسؤولية جعل طرابلس مدينة أفضل، من خلال إرساء ثقافة التنقل باستخدام الدراجات الهوائية. ويلحظ أنّ البرنامج لا يموّل أيّ من النشاطات التي يقوم بها العمدة، لكنه يفتح له أفقاً بعيداً ويخلق له شبكة واسعة من العلاقات مع الأشخاص المعنييّن بالموضوع ذاته ومع المؤسسات غير الحكومية اللبنانية والعالمية. ويختم: "من خلال هذه الشبكة الواسعة، سوف أسعى إلى تنظيم نشاط واسع يتضمّن مداخلات من أشخاص مؤثرين في هذا المجال على الصعيد العالمي، إضافة إلى قصص نجاح من شأنها أن تكون بمثابة مصدر إلهام لنا".
وبرنامج Bicycle Mayor مبادرة عالمية أطلقتها المؤسسة الاجتماعية الهولندية (BYCS)، وتهدف إلى تسريع تقدم ركوب الدراجات حول العالم. ويسعى البرنامج إلى تشجيع مليار شخص آخر على استخدام الدراجات. ويعتبر البرنامج أنّ عمداء الدراجات في العالم يشكلون حافزاً لجمع النطاقات العامة والخاصة، والكشف عن الفوائد الاقتصادية والبيئية والصحية الضخمة لركوب الدراجات الهوائية.
عندما تسجّل نذير حلواني في هذا البرنامج، كان هناك 25 عمدة للدراجات في العالم كلّه فقط. أمّا اليوم، فأصبح عددهم 35. يومها، تواصل نذير مع القيّمين على البرنامج كي يعيّنوا عمدة لمدينة طرابلس، ليكون العمدة الثاني في لبنان بعد عمدة بيروت فيليب داغر. لكنّه فوجئ بعد فترة أنهم طلبوا منه أن يكون هو نفسه عمدة طرابلس، بعدما اطلعوا على ملفّه والنشاطات التي كان ينظمها في مدينته بمبادرة خاصة منه.
يعد "دراجة حواء" أحد المشاريع التي أطلقها حلواني، وهي مقاربة مختلفة لركوب الدراجات في لبنان. يقول نذير: "عندما عاودت التنقل على الدراجات الهوائية، انتبهت إلى أنّ الغالبية الساحقة من راكبي الدراجات الهوائية هم من الرجال". يضيف: "عندها، بدأت رحلة البحث عن نساء يتنقلن بحرية على الدراجات".
من رحلة البحث هذه، كان معرض فوتوغرافي توثيقي لتجارب نساء في التنقل بين شوارع مدينتي طرابلس وبيروت على الدراجة الهوائية، وهو الأوّل لحلواني الذي يحترف التصوير الفوتوغرافي، أقامه في فندق بيت النسيم في طرابلس.
بعد تعيينه عمدة للدراجات في طرابلس، شارك نذير في قمّة عالمية للعمداء أقيمت في المكسيك وكانت المناسبة لتسليمه مهامه بشكل رسميّ. إثر عودته من المكسيك، انكب نذير على العمل من أجل تنظيم مؤتمر إطلاق مشروع "عمدة الدراجات في طرابلس"، الذي أقيم في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس. بالنسبة لنذير، يعد هذا المؤتمر الأول من بين العديد من الخطوات والمبادرات في جدول نشاطاته، في إطار جهوده المبذولة من أجل رفع مستوى الوعي حول ركوب الدراجات في المدينة.
الهدف الأساس لبرنامج عمدة الدراجات يقضي بأن يتحوّل نصف سكان المدينة من التنقل باستخدام السيارات إلى اعتماد الدراجات الهوائية كوسيلة أساسية للتنقل، وذلك في غضون السنوات العشر المقبلة، أي في عام 2030. في هذا السياق، يشير حلواني إلى أن "البرنامج يأخذ بالاعتبار وضع كل مدينة ويعطي الحرية لكل عمدة لتحديد أولويّاته بحسب حاجات المدينة".
على هذا الأساس، وضع حلواني هدفين رئيسيين لنشاطه كعمدة الدراجات في طرابلس. الأول يقضي بالتوعية حول فوائد ركوب الدراجات الهوائية في المدن، للناحية البيئية والصحية والاقتصادية، والمطالبة باتخاذ تدابير تسهّل وتحفز أبناء المدينة على اعتماد الدراجات كوسيلة للتنقل، بالإضافة إلى إرساء ثقافة احترام راكبي الدراجات واحترام سلامتهم. أمّا الهدف الثاني، فهو تنظيم جولات على الدراجات الهوائية تشارك فيها أعداد كبيرة من الدراجين وهواة ركوب الدراجات الهوائية تشمل كافة المناطقة اللبنانية، وترمي إلى لفت الأنظار إلى راكبي الدراجات وإلى المطالبة باستعادة الشوارع والطرقات.
أمّا عن تجربته الخاصة كونه من هواة ركوب الدراجات الهوائية، يتحدث نذير عن شعور بالحرية ينتابه في وقت يقود دراجته في المدينة. يقول نذير إنه عندما يقود دراجته في طريقه إلى العمل يصل إلى مكتبه أكثر حماسة وفي مزاج أفضل. يتحدّث عن الناس الذين يلتقي بهم على الطريق ويلقي عليهم السلام، فيجيبون برفع الأيدي عالياً وبالرد "مرحباً" أو "مرحبتين". هذا التلاقي بين الناس والدراج، وهذا التماهي مع المدينة، غير ممكنين في حال كان نذير يقود سيارة بدلاً من دراجة.
وفق حلواني، فإن طبيعة شوارع طرابلس تسمح بالتنقل على الدراجة بسهولة أكثر من بيروت. مع ذلك، يعتبر أن هناك مجهوداً كبيراً يجب القيام به لتصحيح العلاقة بين طرابلس وراكبي الدراجات الهوائية. يقول نذير إنه نجح إلى حدّ اليوم، كفرد، بكسر العداوة بين السيارة وسائق الدراجة الهوائية. وفي وقت يعتقد سائقو السيارات أن الطريق لهم وحدهم، يقول نذير إنه على سائقي الدراجات أن ينتبهوا إلى أنفسهم في المرحلة الأولى، ريثما تتحسّن العلاقة بين راكب الدراجة وسائقي السيارات من جهة، وبينه وبين المدينة بشكل عام.
في الختام، يشير نذير إلى أن موقعه كعمدة للدراجات في طرابلس يحمّله مسؤولية جعل طرابلس مدينة أفضل، من خلال إرساء ثقافة التنقل باستخدام الدراجات الهوائية. ويلحظ أنّ البرنامج لا يموّل أيّ من النشاطات التي يقوم بها العمدة، لكنه يفتح له أفقاً بعيداً ويخلق له شبكة واسعة من العلاقات مع الأشخاص المعنييّن بالموضوع ذاته ومع المؤسسات غير الحكومية اللبنانية والعالمية. ويختم: "من خلال هذه الشبكة الواسعة، سوف أسعى إلى تنظيم نشاط واسع يتضمّن مداخلات من أشخاص مؤثرين في هذا المجال على الصعيد العالمي، إضافة إلى قصص نجاح من شأنها أن تكون بمثابة مصدر إلهام لنا".