نجوم ليلة الأبطال (2) إسباني وإيفواري.. وجزائري مهاري

18 سبتمبر 2014
نجوم تألقوا في مستهل دوري الأبطال (العربي الجديد)
+ الخط -

انقضت ليلة أخرى ساحرة من ليالي دوري الأبطال، وشهدت مباريات مشتعلة ونتائج مثيرة وأهداف بالجملة. ومع تألق بعض الفرق، كروما وبورتو، وعودة بايرن إلى الواجهة بهدف قاتل، وعروض غير مقنعة على مستوى النهايات بالنسبة لتشيلسي وباريس سان جيرمان، جاء إبداع بعض النجوم لكي يؤكد أن هذه الجولة تستحق بجدارة لقب، مباريات ظهور اللاعبين في الواجهة، وسحبهم للبساط من تحت أقدام المدربين.

المفاجأة السارة كانت في "الهاتريك" التاريخي الذي سجله لاعبنا العربي الجزائري ياسين براهيمي، في أول مشاركة أوروبية له مع فريقه الجديد، بورتو البرتغالي. بالإضافة إلى تألق ذئاب العاصمة الإيطالية روما، واكتشاف تشابي ألونسو لنفسه من جديد مع الفيلسوف الكاتلوني بيب جوارديولا، على الأراضي الألمانية في الأليانز أرينا.

ضالة جوارديولا
"لقد وجدته".. هكذا قال جوارديولا لكارل هاينز رومينيجه، بعد إصابة خافي مارتينيز وابتعاده عن الملاعب لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وبيب كان يقصد بكل تأكيد مواطنه ألونسو، الذي عانى من بعض المشاكل والتهميش في آخر أيامه مع ريال مدريد، لذلك لبّى دعوة البافاري سريعاً وترك العاصمة المدريدية ليصل إلى إقليم بافاريا، ويواصل التألق في أولى مباريات دوري الأبطال.

يعتبر ألونسو بمثابة الدينامو وهمزة الوصل في تكتيك جوارديولا الجديد، الأقرب إلى 3-1-3-3 على الطريقة اللاتينية، والتي تتحول إلى 3-4-3 صريحة في بعض فترات المباراة. والواحد الصحيح في التشكيلة هو تشابي، الذي يلعب أمام ثالوث الدفاع، وخلف ثلاثي الوسط المتقدم لمنطقة المناورات في منتصف المستطيل الأخضر.

الوافد الجديد هو رأس المثلث في كل تركيبات البايرن الفنية، ألونسو يشكل ثلاثية دفاعية رفقة الثنائي ألابا وبواتينج، وفي نفس الوقت يصعد للأمام لكي يكون أسفل تحركات ثنائي الأطراف، بيرنات على اليسار ورافينيا على اليمين، مع ثبات المهدي بن عطية كلاعب حر في الخلف للتغطية، وفيليب لام كلاعب ارتكاز في العمق من أجل الإضافة الهجومية.

لذلك صعدت أطراف البايرن إلى الأمام، وأرهقت دفاعات السيتي كثيراً بفتح جبهات خطيرة على اليسار عن طريق بيرنات وألابا، وعلى اليمين بواسطة رافينيا ولام، لكن وجدت بعض المشاكل أسفل المنطقة خلف لاعب الوسط، وربما مع عودة بقية أسماء الوسط كتياجو وشفاينيشتايجر، سيعود قائد بايرن إلى الجبهة اليمنى، ويجلس البرازيلي الشاب على دكة البدلاء من أجل إعطاء توازن أكبر للتكتيك الجديد، المميز هجومياً والعادي دفاعياً حتى الآن، خصوصاً على مستوى الأطراف الخلفية.

الفيل السريع
انتصر روما بكل سهولة على سيسكا موسكو بالخمسة، في مباراة شهدت تألق جميع لاعبي الفريق، وبالأخص الفيل الإيفواري جيرفينيو، الذي أعاد نجوميته مرة أخرى مع المدرب المميز رودي جارسيا. ولعب روما كالعادة بطريقة لعب 4-3-3 التي تسمح بصعود الظهيرين وتحرر الأجنحة في كل مكان بالثلث الهجومي الأخير.

طريقة لعب روما تسمح بتحول لاعبي الأطراف إلى داخل منطقة الجزاء، والقطع من الجناح إلى العمق مباشرة، لذلك يتألق كثيراً جيرفينيو في هذه التوليفة، لأنه يستطيع اللعب كمهاجم ثاني ولاعب هداف عند الحاجة، ومع مهارته الواضحة وانطلاقاته القوية، يراوغ الإيفواري كل من يقابله، ويستمتع بالمساحات الشاغرة التي يوفرها له توتي وتحركاته أمام مرمى المنافسين، لذلك اخترق هجوم الطليان دفاعات الروس، وسجلوا خمسة أهداف.

جيرفينيو هو الجناح العصري، الذي يجيد اللعب على اليمين واليسار، حينما يلعب بقدمه اليمنى أمام مايكون، يصبح جناح تقليدي يجري أكثر على الخط، بينما حينما يتحول إلى الجبهة الأخرى، يصبح أقرب إلى الجناح المقلوب، الذي يستلم الكرة بيساره، ويدخل إلى مركز الملعب، ويسدد بيمينه تجاه المرمى، مستغلاً ضعف القدم الثابتة للمدافع الذي يواجهه، باختصار هو أحد الأسماء المبشرة للغاية في بدايات الشامبيونز.

الفخر العربي
يمتاز المنتخب الجزائري بوجود أسماء غير معروفة إعلامياً بالشكل الكافي لكنها تقدم حلولاً كبيرة لأي مدرب. يأتي ياسين براهيمي في المقدمة كمراوغ فتّاك، ولاعب يجيد التحرك بشدة في وبين الخطوط ما يُسبب إزعاجاً غير عادي لأي دفاع.

لا يكتفي براهيمي فقط بصناعة الأهداف، بل يتحول إلى دور رأس الحربة الثاني أو صانع اللعب الوهمي داخل مناطق الجزاء كما فعل بالهدف الرابع في المباراة الشهيرة بكأس العالم أمام كوريا في مرحلة المجموعات.

واستمر براهيمي في تقديم أدائه الاستثنائي مع بورتو البرتغالي في دوري الأبطال، بتسجيل هاتريك وقيادته لفريقه طوال المباراة. لعب براهيمي بعيداً عن الجناح، لكنه تألق في دور لاعب الوسط الثالث وصانع اللعب المتحرك في خطة بورتو 4-3-3، ويبدو أن هذا المركز سمح للجزائري بقدرات أكبر ومساحة أشمل لترويض الكرة، لأنه يأتي من الوسط إلى الأمام دون رقابة مستمرة.

براهيمي تم توظيفه على خطى إنييستا مع برشلونة، أي لاعب الوسط الثالث الذي يساند لاعبي الارتكاز، ويقوم ببناء الهجمات مع الاختراق الطولي أمام الدفاعات المتكتلة، ووفقاً لمهارته الشديدة بالكرة وبدونها، استطاع ياسين التلاعب بفريق باتي بوريسوف، نظراً للثقة الكبيرة التي يتمتع بها، وظهرت لمساته طوال فترة تواجده بالملعب. ليؤكد للجميع أنه لاعب من طينة الكبار، وأن النجوم العرب يستطيعون التألق في أي مكان شريطة الالتزام والتركيز في الأمور الكروية فقط.

المساهمون