مونولوغ

11 سبتمبر 2016
حامد عبد الله / مصر
+ الخط -

قلتُ للمرأة التي تشاركني مصيري:
أنتِ مثل نفسي أمّارةٌ بالضياع،
قلت لها إن الحبّ والجدران يتشققان في برهةٍ واحدة
وأنا وهي عاريان أمام الزمن
عري الصيف ودَبَقه
عري الشتاء وارتعاشاته،
لكن أين وضعتِ مصيري -الذي هو مصيركِ-
هذا الصباح بحثتُ عنه ولم أجده؟
كنت ائتمنتكِ عليه
هذا الزهيد الذي نحتفظ به للذكرى،
هل بدّدته كما تفعل المترفات
أم قايضتِ به حاجات منزلية
هل كان نافعاً في شيٍء
لأتعزّى عن ضياعه؟
صحيح أنني لم أعد أشعر بشيء
في عتمة هذا المنزل المهجور
لكنه، على أية حالٍ، كان مصيري
الذي تصمتين الآن أمام ضياعه!
تقولين: أنتَ من بلدٍ ضائعةٍ
ومن كوكبٍ ضائعٍ
عشتُ معكَ في بلادٍ مهجورةٍ
وسكنتُ معك منزلاً مهجوراً
وشربنا من كأسين مهجورتين
وكانت كتبكَ مبدّدةً ومهجورةً
ولم نكن ننتظر سوى الهجران
يهبط علينا مع الغروب...
قالت لي: هذه عادتك في تنغيص الهجران،
ثم اختلط كلامها بكلامي
ولم أعرف من الذي احتدّ وقال للآخر:
نحن ضيوفٌ على الهجران
كن مؤدباً!


المساهمون