موضة البرسينغ تستهوي الشباب المغاربة في الصيف

17 يوليو 2016
الرغبة في مظهر متميز هاجس الشباب (Getty)
+ الخط -

رغبة في التميّز ومسايرة آخر صيحات الموضة، وتعبيرا عن الجرأة والانفتاح، يقبل شباب مغاربة على موضة البرسينغ خلال فصل الصيف، حيث تنشط صالونات ومراكز التجميل والأماكن المُعدة لهذا الغرض في استقبال زبائن من فئات عمرية مختلفة.

وموضة الـpeircing "البرسينغ" انبعثت اليوم من رمادها، بفعل الانفتاح والعولمة وتغيّر مدلولها ومتعاطيها أيضا. وتأتي هذه الحلقات والأقراط بمختلف أشكالها كتعبير صادق عن اختيارات الشباب وميولاتهم الثقافية والفنية والاجتماعية، وأحيانا تدفعهم الرغبة في التشبه ببعض النجوم والمشاهير، إلى تغيير الشكل.

و"البرسينغ" حلقات صغيرة من الذهب أو الفضة، توضع على مناطق مختلفة من الجسم، بعد إحداث ثقب في المكان المراد تزيينه.

تقول هدى (18) سنة وهي تضع البرسينغ في أنفها: "لم أفكر في أبعاد وضع هذا القرط ولا بكونه فعلا مخالفا للعرف والشريعة الإسلامية، كل همي كان البحث عن شكل مميز ينسجم مع شخصيتي ومظهري".

أما عائشة، وهي شابة في العشرينيات من عمرها، انفردت بقَصَّة شعر غريبة وخصلات شعر ملونة، فتقول لـ"العربي الجديد": "منذ صغري وأنا مهووسة بموسيقى الروك وبمظهر النجوم، وطالما حلمت بتقليدهم في لباسهم وفي شكلهم، وقد أدهشني وضع بعض مغنيات الروك حلقات البرسينغ في الحاجب والأنف، لكن لم يكن بوسعي أن أقوم بهذا وأنا صغيرة، لكنني الآن مسؤولة عن تصرفاتي، ولقد اخترت وضع البرسينغ في حاجبي، لأكون أكثر تميزا عن الأخريات".



تأخر ظهور موضة "البرسينغ" في البلدان العربية، وأخذت هذه الموجة مكانا ملحوظا بين شريحة الشباب خلال السنوات العشر الأخيرة، ومما ساعد على انتشارها الانفتاح والعولمة وتطور وسائل الاتصال.

وعن طريقة وضعها للبرسينغ تضيف: "قمت بهذا وأنا في العطلة الصيفية في فرنسا عند متخصص في الوشم والبرسينغ، ولم تتعد مدة الثقب إلا دقائق معدودة، رغم استمرار بعض أعراض الوخز والحكة لأسبوعين، لكن الأمور الآن جيدة".

تقول سعاد (24 سنة)، طالبة في شعبة الأدب الألماني والتي كانت مميزة بحلقة من الذهب تزيّن أنفها: "إن ثقب الأنف ليس موضة غربية، فهي موجودة منذ زمن طويل، رغم أن المجتمع المغربي المحافظ لم يتقبلها بعد، إلا أنها بدأت تأخذ مكانها بين فئات مختلفة من الشباب".

ولفتت إلى أن عددا من زملائها الطلاب يضعون "برسينغ" بالإضافة إلى وشوم متعددة، تقليدا لأحد الفنانين المشاهير، أو بحثا عن مظهر غير مألوف.

من جهته، يؤكد معاذ، وهو شاب متخصص في الوشم ووضع البرسينغ، أن الإقبال عليه يتضاعف خلال فصل الصيف، من شباب بين 15 و30 سنة، موضحا أن المثليين أيضا يقصدونه من أجل تجديد "اللوك" ووضع البرسنيغ، مبرزا أن أسعاره تبدأ من 100 درهم وتصل إلى 1200 درهم، وذلك بحسب النوع المطلوب، نافيا وجود أي خطورة في وضع هذه الأقراط، لأنه يعقم أدوات اشتغاله باستمرار.

وعلى النقيض من ذلك، تحذر طبيبة الأمراض الجلدية، أسماء بنلميح، من خطورة استعمال البرسينغ بشكل عشوائي، خاصة لجوء الشباب إلى بعض المحلات العشوائية والقيام بثقب الأذن بوضع قرط من معدن رخيص، وهو ما يشكل- حسبها- خطورة كبيرة على صحتهم، ويعرضهم  للأمراض التعفنية والحساسية أو تلوث مكان الثقب أو ترك بعض الندب المشوهة للجسم، نظرا لعدم تعقيم الآلات المستعملة.


ولأن هذه التجليات اليومية تشير في مجملها إلى أساليب مختلفة للتعبير عن التميز، فإنها تكشف عن الرغبة في حب الظهور، عملا بالمبدأ القائل "خالف تُعرف"، كما يؤكد ذلك الباحث السوسيولوجي نور الدين الزاهي، مشيرا إلى أن سؤال كيف سأظهر أمام الآخر أصبح هو هاجس الفئات العمرية الشابة.


 

المساهمون