تأثير تعطل الإنترنت عالمياً في البيئة والمناخ.. الكوكب يتنفس

19 يوليو 2024
تساهم الانبعاثات الناتجة عن الطيران بشكل كبير في تغير المناخ، 9 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير تعطل الإنترنت على البيئة والمناخ**: أدى تعطل الإنترنت إلى انخفاض التلوث وتقليص انبعاثات الغازات نتيجة توقف حركة الطيران والنقل البري والبحري، مشابهاً لتأثير جائحة كورونا.

- **الطيران وتغير المناخ**: تساهم انبعاثات الطيران بشكل كبير في تغير المناخ، حيث ارتفعت من 1.5% إلى 4.7% من جميع الانبعاثات الأوروبية بين 1990 و2019، وقد تتضاعف بحلول 2050.

- **إحصائيات وأرقام حول الطيران**: في 2019، أطلق الطيران التجاري أكثر من 900 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، مع حوالي 100 ألف رحلة جوية تجارية يومياً قبل جائحة كوفيد-19.

أدى تعطل الإنترنت في مناطق عديدة حول العالم، اليوم الجمعة، إلى استفادة البيئة والمناخ، وإن بشكل محدود، وكان لهذا الانقطاع آثار إيجابية على كوكب الأرض، أهمها انخفاض مستويات التلوث، وتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، جراء توقف حركة المطارات وشركات الطيران وأنظمة الملاحة الجوية، وجزء من النقل البري والبحري.

ويتفاقم كلٌ من تغير المناخ وتلوث الهواء بسبب حرق الوقود الأحفوري، مما يزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو سبب الاحتباس الحراري، وفقاً لعدة تقارير أممية لم تتوقف عن دق ناقوس الخطر عن التهديدات المتواصلة للتغيرات المناخية في العالم وآثارها السلبية بشكل واضح في مختلف المنظومات البيئية.

البيئة والمناخ مستفيدان من تعطل الإنترنت

وعلى الرغم من الفوضى الكبيرة التي تسبب فيها هذا الخلل التقني عالمياً، وتداعياته السلبية خاصة على الأنظمة الصحية، إلا أنه أعاد إلى الأذهان تأثير جائحة كورونا في جوانب عدة؛ حيث نجم عن التقلص الحاد في سفر وتنقل الأفراد والنشاطات الاجتماعية والتجارية انخفاض مستوى تلوث الهواء في العديد من المناطق، كما أسفرت عمليات الإغلاق وإجراءات أخرى عن انخفاض بنسبة 25% من انبعاثات الكربون، والتي قدر أحد علماء أنظمة الأرض أنها ربما قد أنقذت ما لا يقل عن 77000 كائن حي على مدى شهرين.

وكشف مسح سابق لوكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ناسا NASA  لتأثيرات الوباء على الغلاف الجوي، انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 5.4% في عام 2020. 

الطيران وتغير المناخ

وتساهم الانبعاثات الناتجة من الطيران بشكل كبير في تغير المناخ، إذ تحرق الطائرات الوقود الأحفوري الذي لا يؤدي إلى إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل يؤدي أيضا إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قوي غير ثاني أكسيد الكربون بسبب أكسيد النيتروجين (NOx) ومسارات البخار وتكوين السحب الناتجة من الارتفاع الذي تعمل عليه الطائرات.  

بين عامي 1990 و2019، ارتفعت انبعاثات الطيران من 1.5% من جميع الانبعاثات الأوروبية إلى 4.7%، وإذا لم يتم تخفيفها يمكن أن تتضاعف بحلول عام 2050، بحسب توقعات مؤسسة transportenvironment الأوروبية والمعنية بتأثيرات النقل على المناخ. 

وتشير دراسات من ضمنها ما ورد في موقع our world data، إلى أن رحلات الطيران مسؤولة عن حوالي 2.5-3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. وهذا هو المساهم الرئيسي في تغير المناخ. في عام 2019، أطلق الطيران التجاري أكثر من 900 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون. يُقدر التأثير الإجمالي للطيران على ظاهرة الاحتباس الحراري، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات ثاني أكسيد الكربون وغير ثاني أكسيد الكربون (مثل النفاثات وتكوين السحب الرقيقة)، بحوالي 5% من إجمالي ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان. 

وبعملية حسابية بسيطة، فإنه بقسمة 900 مليون على عدد أيام السنة، يكون المعدل اليومي 2.465 طناً، ما يعني أنه في حال توقفت اليوم حركة الطيران، فإن البيئة كسبت انخفاضاً في كميات ثاني أكسيد الكربون بما يقارب من 2.465 طناً. 

وفي عام 2019 وحده، استهلكت صناعة الطيران التجاري العالمية حوالي 96 مليار غالون من وقود الطائرات، ويؤدي استهلاك وقود الطائرات إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وينتج من حرق كل غالون من وقود الطائرات حوالي 21.1 رطل (9.57 كلغ) من ثاني أكسيد الكربون، بحسب ما أظهرته أيضاً بيانات Transportenvironment. 

يمكن قياس حجم السفر الجوي اليومي من خلال عدد الرحلات الجوية والركاب والبضائع المنقولة. وقبل تفشي جائحة كوفيد-19، كان هناك ما يقرب من 100 ألف رحلة جوية تجارية يومياً على مستوى العالم، وفي المتوسط يسافر نحو 12 مليون شخص جواً يومياً. وقد أدى التعافي بعد الوباء إلى جعل الرقم أقرب إلى مستويات ما قبل الوباء، ويشمل ذلك رحلات الركاب والبضائع التي تديرها شركات الطيران حول العالم. 

ويوجد في العالم أكثر من 40 ألف مطار، وتتعامل مطارات رئيسية مثل مطار هارتسفيلد-جاكسون أتلانتا الدولي، ومطار بكين الدولي، ومطار دبي الدولي مع آلاف الرحلات الجوية يومياً، على سبيل المثال، يشهد مطار أتلانتا أكثر من 2500 رحلة يوميًا في المتوسط. 

ورغم عدم إمكانية التعويل على انخفاض الغازات الدفينة بسبب توقف الرحلات ليوم واحد، إلا أن ذلك يعد مؤشراً جديداً على حجم تأثر البيئة بالغازات الناتجة من عمليات السفر، والتي تطلقها الرحلات الجوية تحديداً. 

يذكر أن ثاني أكسيد الكربون يعد من أهم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، حيث يمثل حوالي 64% من تأثير الاحترار على المناخ، ويرجع انبعاثه بشكل أساسي إلى حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت، وفقاً للأمم المتحدة. 

المساهمون