مهرجان البوكيرك: أضخم لقاء للمناطيد في العالم

30 سبتمبر 2016
بدأ مهرجان البوكيرك في عام 1972 (Getty)
+ الخط -
على مدى تسعة أيام من أيام الخريف الجميلة، تتحوّل بعض المساحات الريفية في ولاية نيومكسيكو، جنوب غرب الولايات المتحدة، إلى مساحات كرنفالية تمتلئُ سماؤها بالألوان الزاهية بسبب ارتفاع البالونات الضخمة، فيما يعرف بمهرجان البوكيرك الدولي للمناطيد.

يقام هذا المهرجان سنوياً في الطرف الجنوبي من جبال سانجري دي كريستو الأسطورية؛ حيث تنطلق مع شروق الشمس مواكب من البالونات، وتستمر حتى المساء، وينطلق موكب الجلوديو، وسباقات البالونات وغير ذلك من الفعاليات. ويظلُّ الحدث مفعماً بالحيوية إلى أن ينتهي بسقوط بالون بقوّة، يكون مُعلقاً طوال فترة المهرجان، مُعلناً الختام الرسمي.
بدأ مهرجان البوكيرك في عام 1972 بحوالي ثلاثة عشر بالوناً فقط، وكان مكانه آنذاك في مركز كورنادو للتسوق أمام 20 ألف مشاهد فقط. ومارست البالونات حينها لعبة المطاردة، فكان بعضها يحاول الهرب من بالونات أخرى تطاردها كالذئاب. ولكن في عام 1975، اندمجت بطولة العالم لبالونات الهواء الساخن مع المهرجان، مما تسبب في انتشار المهرجان وتوسعه.

ازداد نموُّ المهرجان بشكل مُطّرد حتى عام 2000، عندما اضطر المسؤولون للتدخّل للحد من عدد المناطيد المشاركة التي تخطّت الألف منطاد، فقيدوا العدد بـ 750 منطاداً فقط. هذا التحديد دفع باتجاه ترجيح تقليد الجمال والروعة على الكم والصخب. الأمر الذي أدى إلى مشاركة مناطيد لا حصر لألوانها وأشكالها المتنوعة، حتى أصبح المهرجان أضخم لقاءٍ للمناطيد على مستوى العالم.
تتعدد أنواع البالونات، فمنها المناطيد ذات الطراز الأوروبي المملوءة بغاز الهيليوم الثمين، ومنها المناطيد الأكثر شعبية المملوءة بالهواء المُسخّن بالنار، والتي تلمع ليلاً بالوهج الناجم عن النار أثناء تحليقها.
يجري المهرجان كل سنة في حديقة البالون التي تبلغ مساحتها 78 فداناً، ويمتلئ الموقع بأكثر من 100 ألف متفرج مستفيدين من الجيب الهوائي الذي يخيم على المنطقة، ومن الطقس المثالي، وذلك لمشاهدة السماء المعبئة بالبالونات الصاعدة من الأرض في مشهدٍ رائع يأسر النفوس.

في حوالي السابعة والربع صباحاً، يبدأ الصعود الجماعي للبالونات، فيبدأ كل بالون صعوده من الأرض مُستعرضاً ألوانه وتصميماته الفريدة. وخلال هذا الصعود الكبير، تحلّق البالونات على دفعتين منعاً من التصادم. ويبدأ المسؤولون في إطلاق المناطيد، والذين يطلق عليهم أيضاً اسم "الحمير الوحشيّة"، نظراً لارتدائهم ملابس سوداء وبيضاء مخططة. ويعملون أيضاً مراقبين للحركة؛ من أجل تنسيق عملية إطلاق البالونات، ومغادرة الميدان بطريقة آمنة ومنظّمة. في بعض الأحيان، وإذا سمحت الأحوال الجوية، يتمّ إطلاق المناطيد على دفعة واحدة في صعود جماعي. وتكون إشارة البدء دوماً صعود منطاد يرفع العلم الأميركي مع عزف النشيد الوطني الأميركي.

وفي المساء يكون المشهد الأجمل، إذ يبدأ في السادسة إلا الربع مساء، إطلاق الألعاب النارية في الوقت الذي توقد فيه المناطيد أضواءها. وتُشغَّل المشعلات التي تسخّن الهواء، ثم يصل الأمر إلى ذروته في حوالي الساعة الثامنة، مع عرض الألعاب النارية الأكثر إثارة في نيو مكسيكو.
دلالات
المساهمون