سلطات المعارضة توقف رسام الكاريكاتير أحمد جلل ليومين في شمال حلب

24 يوليو 2024
اشتهر جلل برسم وكتابة لوحات وشعارات مدينة كفرنبل المعارضة للنظام السوري (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أفرجت الشرطة العسكرية في كفرجنة عن رسام الكاريكاتير أحمد جلل بعد توقيفه بسبب سوء تفاهم، حيث تعاملت معه باحترام نظراً لتاريخه الثوري.
- توقيف جلل جاء بعد اعتراف امرأة شبيحة بأنها تلقت مساعدة منه في السكن، بناءً على طلب صديق له في ألمانيا، لكنه رفض الكشف عن اسم المهرب.
- جلل أكد أنه استقبل الشابة دون معرفة خلفيتها الأمنية، وغادر إدلب بعد ملاحقته من "هيئة تحرير الشام" عقب اغتيال رائد الفارس وحمود جنيد.

أفرجت الشرطة العسكرية العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا في بلدة كفرجنة الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة غصن الزيتون، شماليّ محافظة حلب، في شمال سورية، مساء الثلاثاء، عن رسام الكاريكاتير أحمد جلل المنحدر من مدينة كفرنبل بريف محافظة إدلب الجنوبي، الذي كان من كُتّاب ورسامي لوحات ولافتات مظاهرات مدينة كفرنبل ضد النظام السوري منذ بداية الانتفاضة الشعبية عام 2011.

وقال أحمد جلل عبر "فيسبوك": "تم توقيفي أنا ومحمود أحمد المحمود ابن الثائر المعتقل (أحمد السعدية وهو من ثوار 2011 من كفرنبل) في فرع الشرطة العسكرية التابع للجيش الوطني بالقرب من كفرجنة يوم الأحد الماضي". أضاف أن "سبب التوقيف قصة يطول شرحها، وبالإمكان اختصارها بكلمتين (سوء تفاهم)"، متابعاً: "للأمانة، عاملني عناصر الأمن في أثناء التحقيق باحترام، وكانت هذه المعاملة الخاصة بسبب تاريخي الثوري".

بدورها، قالت الشرطة العسكرية، الأربعاء، في بيان توضيحي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه إن "الصفحات تناقلت خبر اعتقال الناشط الرسام أحمد الجلل، وللأسف فإن بعض هذه الصفحات، ومن منطلق المطالبة بإطلاق سراحه دون معرفة سبب الاعتقال، لجأ إلى اتهام مؤسسة الشرطة العسكرية بالتشبيح والظلم".

أضاف البيان أنه "تم إلقاء القبض على امرأة شبيحة من قرى الساحل قدمت إلى المناطق المحررة (مناطق سيطرة المعارضة السورية) للهروب منها إلى تركيا ثم أوروبا، وخلال عملية التهريب فشلت العملية وفرّ المهرّب وتم إلقاء القبض عليها". تابع: "اعترفت الشبيحة بأنها قد تم تأمين المهرب لها والسكن خلال اليومين الماضيين من طريق المدعو أحمد جلل وفي منزله الشخصي، ما استدعى توقيفه لسؤاله عن صلته بها، حيث أفاد بأن صديقاً له في ألمانيا هو من طلب منه مساعدتها في الهروب".

وأشارت الشرطة العسكرية إلى أن "جلل رفض خلال التوقيف الإقرار عن اسم المهرب وصديقه الذي طلب منه ذلك"، مبينةً، أنه "على الرغم من ذلك، فإن المؤسسة، ومن حرصها على التاريخ الثوري للشخصيات الثورية، قد أطلقت سراحه".

بدوره، أوضح رسام الكاريكاتير، أحمد جلل، في حديث مع "العربي الجديد" أن "أحد الأصدقاء من مدينة كفرنبل والموجودين في دولة ألمانيا، طلب مني مساعدة أحد أصدقائه المقيمين في ألمانيا بتأمين سكن لخطيبته لبضعة أيام قُبيل السفر إلى تركيا، ومن الطبيعي جداً أن يستقبل أهل إدلب ضيوفهم، وخصوصاً إذا كان ذلك بطلب من أحد الأصدقاء".

وتابع: "استقبلنا الشابة لمدة ثلاثة أيام ولا نعلم عنها أي شيء مطلقاً ولا عن خلفيتها السابقة ولا عن أي مشاكل أمنية بحقها، ولم أعرف أنها قادمة من مناطق النظام إلا من طريق زوجتي، لأنني لم أرَ الشابة إلا لفترة قصيرة في أثناء اصطحابها إلى المنزل، وذلك بحكم العادات والتقاليد"، مُشيراً إلى أنه "لا يعرف حتى اللحظة ما هي التُّهم أو المشاكل الأمنية على الشابة".

ولفت جلل إلى أنه "خلال التحقيقات تبيّن أنني استقبلت الشابة في منزلي، وعلى إثرها تم إيقافي من قبل الشرطة العسكرية، حتى اتضح سوء التفاهم وتم الإفراج عني"، مؤكداً أنه "ليس كل شخص جاء من مناطق سيطرة النظام السوري شبيح، ونحن قمنا بواجبنا باستقبال الضيوف دون معرفة خلفية الشابة، وهناك الكثير من المدنيين يعيشون تحت رحمة النظام ضمن مناطق سيطرته وغير راضين عنه، والسطوة الأمنية أصبحت على كافة مناطق السيطرة السورية، وأنا لست مع إلصاق تهمة الشبيح بكل شخص قادم من مناطق سيطرة النظام، ولكن يبدو أن الشابة عليها مشاكل أمنية".

وكان رسام الكاريكاتير أحمد جلل قد غادر منطقة إدلب التي ينحدر منها، بعد ملاحقته من قبل "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً)، وذلك بعد اغتيال رائد الفارس، أحد أبرز مؤسسي الحراك ضد النظام ومنظميه في كفرنبل إلى جانب صديقه حمود جنيد في المدينة الواقعة شمالي غرب سورية عام 2018.

واشتهرت مدينة كفرنبل التي سجلت أوّل مظاهرة ضد النظام السوري في إبريل/ نيسان عام 2011، عبر سنوات الثورة، بلافتاتها ولوحاتها المبتكرة ضد جميع المتورّطين بالدم السوري، ابتداءً بالنظام، وليس انتهاء بـ"داعش"، و"النصرة"، وكانت تلك اللافتات تحمل رسائل إلى الداخل السوري والخارج أيضاً، إذ حملت رسائل للمجتمع الدولي وحلفاء المعارضة والنظام.

المساهمون