من ينقذ الوضع الإنساني في اليمن؟

14 ابريل 2015
لاجئون يمنيون في جيبوتي (فرانس برس)
+ الخط -

مع توقف الإغاثة ومساعدات الصليب الأحمر والمانحين، واستمرار العمليات العسكرية في اليمن، فإن كارثة إنسانية محققة بانت في الأفق حذرت من اقترابها منظمات الأمم المتحدة وزادت معاناة السكان وارتفعت أسعار الأغذية الأساسية، القمح والأرز والسكر للضعف تقريباً حتى الآن بسبب شحها، وأظهرت بيانات تتبّع السفن أن ناقلتين محملتين بالمواد الغذائية تقفان قبالة ساحل مدينة عدن منذ عدة أيام من دون أن تستطيعا الاقتراب من سواحلها.

وبحسب تصريحات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن الصراع يقود البلاد الفقيرة بالفعل صوب كارثة إنسانية، وبحسب تصريحات ممثل المنظمة في اليمن تم قتل "الكثير الكثير من الأطفال" مع تدهور الوضع الصحي واحتمال انتشار الأمراض، وإن الوضع يسير بخطى متسارعة نحو كارثة إنسانية، 74 طفلا على الأقل قتلوا ضحايا الأسلحة بشكل مباشر أو كنتيجة غير مباشرة بسبب النقص في اللوازم الطبية وأصيب 44 بجروح في أسبوعين فقط، مع مليون طفل باتوا محرومين من المدرسة، كل هذا ولا مغيث.

الوضع في اليمن إذن أصبح كارثياً في بلد هو أصلاً فقير بطبيعة الحال بل في المرتبة 72 من أصل 81 بلداً يعاني من عدم وجود اكتفاء ذاتي في معظم المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والأرز، حيث يستورد 90% من حاجته من القمح و100% من احتياجاته من الأرز، وتوقفت الموانئ البحرية والجوية والبرية عن استقبال السلع والمنتجات الغذائية المستوردة، وتعطلت برامج تطعيم الأطفال بسبب انقطاع الكهرباء الذي هدد صلاحية الأمصال واللقاحات، كما أصبح 14 مليون شخص يفتقرون إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي، ويعاني .512 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ولا يستطيع 8.6 ملايين شخص الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، ويعاني أكثر من مليون طفل من سوء التغذية الحاد وتوقفت المساعدات الإنسانية الدولية عن نحو 7.6 ملايين شخص من أصل 14.7 مليون يمني يحتاج إلى المساعدة، وذلك بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وبسبب فشل الزراعة ونقص الأغذية والاعتماد على الواردات، يُعد اليمن ثاني أسوأ بلد في العالم من حيث سوء التغذية، وهي أبرز مسببات الوفاة بين الأطفال في بلد هو الأعلى في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تصل إلى نحو 77 وفاة لكل 1000 ولادة حية، أن نحو 69 ألفاً من الأطفال يموتون سنوياً قبل بلوغهم سن الخامسة، مع رصد حلات شلل الأطفال بالعشرات، وهو المرض الذي اختفى تماماً من معظم دول العالم، هذا مع حالات حصبة كثيرة جداً، كما أن 60% من أطفال اليمن دون سن 5 سنوات يعانون من "سوء التغذية المزمن" والذي ينتج منه التقزم في النمو وتأخر التطور العقلي. وتشير إحصائيات منظمة (فاو) إلى أنه قبل الصراع كان 50% من اليمنيين تقريبا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ويصبح الوضع الإنساني في اليمن مأساوياً بالمقارنة مع العراق، حيث تقوم وزارة الدفاع الأميركية منذ بداية العمليات ضد تنظيم الدولة بإلقاء المساعدات الغذائية ومياه شرب والمؤن من الجو بالطائرات على المواطنين العراقيين في مناطق العمليات ضد داعش بالتنسيق مع والشركاء الدوليين والأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة والمنظمة الدولية للهجرة والمنظمات غير الحكومية وذلك بالتزامن مع العمليات العسكرية والقصف الجوي.

وبتقديري، فإن مطّ وتطويل عملية عاصفة الحزم وتطويرها بحرب برية محتملة خلال أيام قليلة سوف يضطر اليمنيين إلى حالات نزوح وموجات لجوء للدول المجاورة خصوصاً إلى السعودية بسبب تدهور الوضع الإنساني والأمني ونقص إمدادات الغذاء والدواء.

المساهمون