من أين لك هذا؟

13 ابريل 2016
غونزالو إيغوايين (Getty)
+ الخط -

من شاهد غونزالو إيغوايين أيام ريال مدريد ويشاهده الآن في نابولي، لا يمكن إلا أن يخطر على باله سؤال واحد: من أين له هذا؟

في ريال مدريد، كان مهاجماً احتياطياً عادياً، له فتراته ومزاجه، لكن مع نابولي اليوم، نراه "وحشا كاسرا".. لديه أنياب ظهرت شيئاً فشيئاً، أنياب، لا أحد يعرف أين كانت من قبل!

إن كنتم من عشاق الأرقام وإذا كانت بالنسبة لكم هي من تحدّد الأفضل والأقوى، فأرقامه مذهلة هذا الموسم، أما إذا كنتم من الفئة التي تستمتع بالأداء وتعترف بأهميته، إذن ستجدون أن إيغوايين هو أحد أفضل المهاجمين في أوروبا هذه السنة، إن لم يكن الأفضل.

لعب "بيبيتا" هذا الموسم 31 مباراة، سجّل فيها 30 هدفا، أي بمعدّل هدف كل مباراة تقريباً، من تلك الأهداف هناك 3 ركلات جزاء فقط، أما البقية فمن شاهدها يعرف أن أغلبها كانت أهدافا أكثر من رائعة.

لتتمكّن من تسجيل هذا العدد من الأهداف، وبهذه الطريقة، في دوري يشتهر بقوة وصلابة وخشونة دفاعه، يعني أنك لاعب كبير، تماماً كما قال مواطن غونزالو وأسطورة نابولي السابق دييغو مارادونا حين قال "إذا أردت أن تثبت أنك لاعب كبير، فعليك اللعب في الدوري الإيطالي".

في تاريخ الكالتشو كلّه، سبعة لاعبين فقط تمكّنوا من تخطّي حاجز الثلاثين هدفا في موسم واحد، كان آخرهم لوكا توني موسم 2005-2006.

قد يكون إيقاف إيغوايين لأربع مباريات مبالغا فيه بعض الشيء، وعلى الرغم من أنه استحق العقاب دون أدنى شك - إن لم يتمكّن نابولي من تخفيف العقوبة إلى مباراتين - لكن هذا يعني أن غونزالو خسر على الأقل أربعة أهداف إضافية كان بإمكانه إضافتها إلى رصيده، وإلى رصيد الدوري الإيطالي بشكلٍ عام.

وربما أكثر ما يستحق بيبيتا الإيقاف عليه هو تهوّره الذي جعل فريقه يخسره في الفترة التي يحتاجه إليها للبقاء في المنافسة مع يوفنتوس المتصدّر، صحيح أن اثنتين من هذه المواجهات الأربع تبدوان بمتناول نابولي (فيرونا وبولونيا)، لكن الفريق سيفتقده كثيراً دون أدنى شك في المباراتين الأخريين، الأولى أمام إنتر في سان سيرو، والثانية أمام روما في الأولمبيكو.

قد يخسر نابولي جهود نجمه ويدفع ثمناً غالياً بسبب هذا الإيقاف، وقد يخسر إيغوايين عدداً من الأهداف التي كان بإمكانه إضافتها لرصيده، لكنّه بكل تأكيد لن يخسر مركز صدارة الهدّافين حتى لو توقّف حتى نهاية الموسم، فأقرب منافسيه بحوزته أقل من نصف عدد أهدافه. وهو حتى لحظة إيقافه، كان يتصدّر قائمة هدّافي جميع الدوريات الأوروبية.

من دكّة بدلاء فريق لم يكن يرغب به، أو لم يجد له مكاناً مناسباً، إلى فريق يعشقه الآن.. فريق أكثر ما يشتهر به هو شغف وعشق وجنون جمهوره، فريق قد لا يجعله يكسب العديد من الألقاب أو ربما ولا واحد منها، لكنّه بكل تأكيد، سيكون السبب بحفر اسم غونزالو إيغوايين في التاريخ، بحروف من ألماس.

لمتابعة الكاتبة
شفاء مراد

المساهمون