منع مسلسل "أهل إسكندرية": هل بدأ قمع الفنانين؟

26 يونيو 2014
أثناء تصوير المسلسل
+ الخط -

أثار حالة من النفور والاستياء لدى الفنانين منعُ المسلسل المصري "أهل إسكندرية" من العرض في شهر رمضان المقبل، على قناتي "المحور" و"الحياة"، رغم بثّ البروموهات لوقت طويل.

وقال بطل العمل الفنان هشام سليم في حديث لـ"العربي الجديد" إنّه يشعر بالخجل ممّا يحدث في مصر، متسائلاً: "أين الديموقراطية التي نُنادي بها؟ وهل نتقدم أم نتأخر؟". وأشار إلى أنّه ربما يكون سبب المنع الرئيسي "في الشخصية التي يقدمها عمرو واكد، إذ يجسّد شخصية رجل شرطة فاسد، لكن كيف حدّد مَن منع العمل أنّ الرجل فاسد. ولنفترض أنّ هذا صحيح، فهذا الكلام قبل اندلاع ثورة 25 يناير. فكيف تتمّ محاسبتنا ولا زال هناك رجال شرطة في السجون حتى الآن؟".

وتساءل هشام: "إلى متى سنظلّ أسرى هذه السلبية؟ ومن سيدفع الأموال المهدورة التي تكبّدها الإنتاج، خصوصاً أنّنا نصوّر هذا العمل منذ أكثر من عام ونصف العام، مضيفاً "أليس حرام ما يحدث"؟

وأضاف هشام: "هل يجدي أن تتّفق قناتان دفعة واحدة على منع العرض بعد عرضها الأفيشات في الشارع وعرض البروموهات؟ أنا أفهم أنّ محطة تراجعت، لكن كيف يُعقَل أنّ قناتين معاً اتّخذتا القرار نفسه؟".

أما رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي حسن حامد، فقال في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ "إدارة القناتين اتصلتا بي وأفادتاني أنّ العمل لن يُعرَض على شاشَتي المحور والحياة، دون إبداء أيّ أسباب. وفشلت كلّ مساعيّ لمعرفة الحقيقة وراء هذا المنع".

وحين واجهنا هشام سليم بهذه التصريحات قال: "هل يُعقل هذا الكلام؟ وأنا من جانبي أطالبه بأنّه المسؤول عن الأموال المهدورة في هذا العمل". 

وأصدر مؤلف العمل بلال فضل بياناً إعلامياً سرد تفاصيل الواقعة، قائلاً إنّ "المنع جاء بعدما قامت القناتان ببثّ إعلانات ترويجية للمسلسل وأعلنتا أنّه سيُعرَض على شاشتيهما في رمضان، وقامتا بعمل إعلانات في الشوارع لا زالت موجودة حتّى الآن. وكان سيتمّ تسليم 8 حلقات اليوم إلى القناتين. لكن الآن وبعدما تمّ إبلاغ هذا الاعتذار المفاجئ سيؤدّي ذلك عملياً إلى عدم عرض المسلسل في أيّ قناة تلفزيونية، كنوع من المنع المُقنّع الذي لم يحدث حتّى في أيام حسني مبارك".

وتابع بلال: "من المؤسف أنّه حتّى لم يُسمح بعرض المسلسل على قناة نايل دراما، ولا على أيّ قنوات تلفزيونية حكومية، وسمعت أنّ اللجنة المسؤولة عن اختيار المسلسلات رأت أنّه ليس من الحكمة أن يتمّ عرض مسلسل ينتقد ضابط شرطة". وتابع: "هذه فرصة كي نعرف من المسؤول عن هذه التعليمات، وهل ستكون هي السائدة في الدراما التلفزيونية والسينمائية في الفترة المقبلة؟".

واستكمل أنّه نظرياً وقانونياً: "لا توجد أيّ أسباب لمنع عرض المسلسل أو الاعتذار عنه، لأنّ الرقابة وافقت على تصويره بالكامل، خصوصاً أنّ أحداثه تدور في الفترة التي تسبق ثورة 25 يناير، وبالتالي لا مجال لاتهامه أصلاً بأنّه تخطّى محظورات رقابية، أو أنّه يُحرّض على جهاز الشرطة، كما تطوّع البعض للتسويق هذا الكلام". 

وشكّك فضل "من المؤسف أن تكون المواقف السياسية لبطل العمل عمرو واكد السبب"، قائلاً: "هنا ما عدنا نتحدّث عن منع، بل عن تعسّف لم يجرؤ عليه أحد حتّى حسني مبارك في عزّ جبروته".

ودعا "الفنانين والكتّاب والمثقّفين الذين غضّوا الطرف عن كلّ الانتهاكات التي تمت ممارستها في الفترة الماضية بحقّ الحريات العامة وحرية الفكر والتعبير أن يدركوا خطورة ما يحدث، وألا يظنوا أنّ سكوتهم هذه المرّة سيعفيهم من المنع والتعسّف، إذا قرّروا أن يقدّموا رأيهم بعيداً عن إطار التعليمات السريّة والقرارات السلطوية، ولست أطلب منهم تضامناً معي أو مع فريق العمل، بل أطلب منهم أن يتضامنوا مع أنفسهم ومع حقّ المواطن المصري في أن يكون هو وحده صاحب القرار فيما يشاهده أو لا يشاهده، وألا تتّخذ هذا القرار بالنيابة عنه سلطة حاكمة تمارس الوصاية عليه". 

المساهمون