وكانت لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس وجّهت نداءً لأهالي مدينة القدس بالتواجد في مقبرة باب الرحمة الإسلامية في باب الأسباط، بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، في ظل المحنة التي تمر بها هذه المقبرة وتلاوة سورة الفاتحة على أرواح الموتى من الشهداء والصحابة والأجداد والآباء، فيما دعت القوى الوطنية والإسلامية في سلوان، أمس الأول، إلى التوجه بعد صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى إلى مقبرة باب الرحمة للاحتجاج على محاولة مصادرة جزء من المقبرة.
ونظمت شخصيات وفعاليات إسلامية ووطنية وقفة احتجاجية بمقبرة باب الرحمة تنديداً بمواصلة اعتداء موظفي ما يُعرف بـ"سلطة الطبيعة" الإسرائيلية عليها، شارك فيها مفتي القدس الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، ورئيس لجنة رعاية المقابر مصطفى أبو زهرة، ومدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، ومستشار ديوان الرئاسة المحامي أحمد الرويضي.
وقال مفتي القدس الشيخ محمد حسين لـ"العربي الجديد"، إن "على الجميع أن يعلم بأن مجرد الدفن بأرض، تصبح وقفية، وبالتالي لا يجوز التصرّف فيها من المسلمين ولا من غيرهم. فالمقبرة موقوفة على المسلمين منذ أن دفن فيها الصحابيان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، رضي الله عنهما ومن تبعهما من الشهداء والموتى"، وأضاف: "هذه المقبرة وقف إسلامي لا تستعمل إلا لدفن أموات المسلمين، وأي اعتداء أو إجراء يقوم به الاحتلال ضد الأرض أو المقابر مرفوض، وهو عدوان بغير وجه حق ويجب وقفه ومنعه".
فيما نفى رئيس لجنة رعاية المقابر، مصطفى أبو زهرة، أن يكون هناك أي قرار مصادرة بحق الجزء المهدد من قبل سلطة الطبيعة الإسرائيلية، وأكد أنه "يوجد للجنة ورقة طابو تثبت أنها أرض أوقاف للمسلمين ولا يوجد قرار مصادرة بحقها. هذا بالإضافة لخريطة منذ عام 1935 تثبت وجود أسوار المقبرة من الجهة الجنوبية، ومساحتها تبلغ 23 دونماً و80 سنتمتراً، وهي للمسلمين ولم يحصل عليها أي مصادرة".
وقال أبو زهرة "إن سلطة الطبيعة تقوم بأعمال قرصنة، وهذه الورقة أمام الشرطة والقانون قوية وتثبت أن هذه الأرض لكافة المسلمين".
بدوره، أكد محافظ القدس عدنان الحسيني أن الاعتداء على المقابر جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي، لأن المقابر شواهد على وجود الفلسطينيين على هذه الأرض، بالتالي مقبرة مأمن الله أزالوا معظمها عن الوجود، وأجزاء من مقبرة باب الرحمة وضعوا قيوداً عليها، منها المدخل الجنوبي للمقبرة بدعوى أنها حدائق وطنية، تمهيداً لابتلاع المقبرة في ما بعد.
وقال: "هذا نهج مستمر علينا التصدي له، ومن الضروري رعاية أصحاب المقابر لهذه المقبرة وكافة المقابر، حيث تحاول سلطة الطبيعة بالبلطجة أن تضع يدها على أوقاف ذرية خاصة، وقد منعت الدفن على أوقاف عامة في بداية المقبرة من الجهة الجنوبية بمساحة تبلغ دونماً ونصف الدونم قبل عدة سنوات، معظمها لأهالي سلوان ويمنعون الدفن فيها، كما وضعوا حراسة شرطية على مدخلها لمنع الناس من الدفن بالمنطقة".
اقرأ أيضاً: شبان فلسطينيون يحرقون مركبة للمستوطنين في الخليل