مفارقة محسن فكري: الطحن والصمت

01 نوفمبر 2016
محمد عمران / سورية
+ الخط -

منذ أيام، والمغرب يعيش على وقع الاحتجاج الصاخب الذي تبع قضية "طحن محسن فكري". مفارقة اسم الضحيّة (فكري) أننا لن نسمع ضمن الصوت المرتفع للجماهير الغاضبة منذ أيام في شوارع المدن المغربية ما يقوله المفكّرون والمثقّفون في بلد يعجّ بمن يحملون هاتين الصفتين، حتى في شكل بوستات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولعل المغنّين والممثّلين هم الأكثر حضوراً من بين بقية الفاعلين الثقافيين في الاحتجاجات الاجتماعية الراهنة.

ليس الأمر خاصاً بالحالة المغربية، فعادة ما غاب عنها المفكّر/المثقف هذه اللحظات، لحظات التوتر الاجتماعي. لنتذكر ما حدث في شهر الثورة في تونس بين 2010 و2011، أو في مصر سنة 2011. يسري ذلك أيضاً على الكثير من الاهتزازات في العالم، شرقه وغربه، إلّا في ما ندر ممّن تقاطع مشروعهم العام بلحظة الاهتزاز فتبنّاها.

لحظة الاندفاع الجماهيري والتعبير عن الغضب، لحظة الاهتزاز العام تلك، هي نفسها لحظة التمعّن والتبصّر في الحسابات الدقيقة التي تتقافز في ذهن يفكّر ويستشرف ما يوجد بعد المنعطف مباشرة، فتتعقّد أمامه سبل القول فيما تواصل الأحداث تقدّمها.

لكل ذلك ما يجعل "المفكّر" - وهو غالباً صاحب مكانة يحرص عليها - يحجم عن التصريح، من دون أن يعني ذلك أنه يُحجم عن التفكير. لكن، في ظل هذه الوضعية، من يضيء المنعطفات للجماهير؟

المساهمون