مطعم البقايا: اطلب وادفع قدر ما تشاء

18 أكتوبر 2014
شريكان يتناولان الطعام (Getty)
+ الخط -
كثيراً ما نقرأ عن مطاعم غريبة في العديد من البلدان الغربية، منها ما يقدّم وجباته في الظلام، وآخر يعتمد على الأعشاب، وثالث يلجأ إلى النوادل من الصم والبكم لخدمة الزبائن. كلها ابتكارات تسعى إلى جذب المستهلكين. جديد هذه المطاعم في بريطانيا هو مطعم "سكيبشن" في منطقة ستوك كروف، الذي تتكوّن أصنافه مما يجمعه من مأكولات تلقى بها محلات السوبر ماركت والمطاعم.

وبحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تتنوع قائمة مأكولاته تنوعاً كبيراً من الوجبات البسيطة إلى أشهى الأسماك والمأكولات البحرية، إضافة إلى السلطات والفواكه والتحليات والأجبان وحتى الشوكولا البلجيكية. ومن الطريف أنّه لا يضع قائمة أسعار، فالرواد يدفعون ما يحلو لهم، وإن لم يتوفر لديهم المال فيمكنهم تناول الطعام مجاناً.
ويقول الشيف دايلان راخرا للصحيفة البريطانية "ليس لدينا قائمة ثابتة. تتغير الأصناف كل يوم حسب ما نجمعه من طعام. والأمر في غاية الطرافة، فنحن نرى ما جمعناه ونصنع الوجبات ثم نقدمها، والناس يبدون سعداء بذلك". وبعض الطعام يأتي عن طريق التبرع، لكن غالبيته يتم جمعه بواسطة دايلان ورفاقه من المتطوعين الذين يجمعون الطعام من المزارع ومن أمام المطاعم، وأكثر ما يجمعون منه هو سلال محلات السوبر ماركت.

وبعد انتهاء يوم العمل في المطعم يراجع فريق المتطوعين تاريخ صلاحية ما تبقى من طعام. يقول سام جوزيف، المنسق المشارك في المشروع الذي أنشأ المطعم، "نجمع الطعام من أي مكان نعلم أنه يتخلص من طعام صالح، ونعلم أنّ البحث في سلال محلات السوبر ماركت غير مشروع، لكن هذا هو الشيء الصحيح الذي يتوجب فعله، وإنّه من الخطأ إلقاء طعام صالح في القمامة، فنحن نحتاج فعلاً إلى توصيل ذلك الطعام للناس، وهناك ارتفاع في حالات سوء التغذية في المملكة المتحدة. ولا يحدث هذا في أفريقيا بل هنا، فالناس هنا يجاهدون لإطعام أنفسهم طعاماً مغذياً. إنّ الجريمة الحقيقية هي إلقاء المحلات للطعام الصالح للأكل في السلال وذلك ما نحتاج أن نغيره".

ويضيف جوزيف أنّه حريص على ناحية الصحة والسلامة بالنسبة للطعام وأنّ المتطوعين ينتظرون وضع الطعام في السلال ليجمعوه فوراً ثم يوضع في الثلاجات فوراً، وأن بعض المحلات تتخلص من الطعام لأن هناك تاريخاً مفضلاً لتناوله قبل تاريخ انتهاء الصلاحية، "لكننا نستخدمه بعد التاريخ المفضل طالما لم تنته صلاحيته".
ويشير مراسل "ذا غارديان" إلى أنّه في اليوم الذي زار فيه المطعم "تناول 70 شخصاً الطعام فيه تنوعوا من الطلاب والموظفين والعاطلين عن العمل إلى الفنانين مثل هيلين سوليفان، التي تناولت "تارت" من جبن الماعز بينما تناول ابنها أودين فاصوليا مع خبز التوست". وتقول سوليفان: "إنها فكرة ذكية وإن من الفاضح أن يتلف كل ذلك الطعام الكثير".
وعندما حان وقت إغلاق المطعم قُدم ما تبقى من وجبات مجاناً، وحثّ المتطوعون المارة على أخذ أكياس من التوست. وقال جوزيف: "لا نرمي أي شيء، إنّنا لا نتلف شيئاً أبداً".

المساهمون