مطاعم نباتية... الكويت أكثر اهتماماً بالصحة

21 يونيو 2019
يأكل الطعام النباتي (العربي الجديد)
+ الخط -
وسط مئات المطاعم الحديثة التي افتتحت أخيراً في قلب مدينة الكويت، وضمن مجموعة المطاعم التي تقدّم مأكولات أميركية وآسيوية، يحاول النباتيون ترسيخ ثقافة الطعام النباتي، من خلال افتتاح أكبر عدد ممكن من المطاعم النباتية في البلاد.

ويعتمد كويتيون الغذاء النباتي لفوائده الصحية، ما دفع عدداً من الناشطين إلى تدشين جمعية النباتيين الكويتية، وهي جمعية مدنية غير معترف بها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وتحاول في إطار مجموعات توعوية نشر ثقافة الأكل النباتي بين الكويتيين.
تقول العضو في إحدى المجموعات النباتية، فاطمة السعيد، لـ"العربي الجديد": "نحاول توعية الناس حول أهمية الطعام النباتي وفوائده الصحية والبيئية، بهدف إنهاء التعذيب الذي تتعرض له الحيوانات قبل ذبحها أو انتزاع أجزاء منها". وتوزع وصفات الوجبات التي يمكن إعدادها من مكونات نباتية فقط على الطلاب في جامعة الكويت. كما تعقد محاضرات وندوات تهدف إلى التوعية بفوائد الغذاء النباتي.
من جهتها، تقول منيرة العصيمي، التي افتتحت مطعماً نباتياً صغيراً في أحد المجمعات التجارية وسط العاصمة الكويت، لـ "العربي الجديد": "تجربة الأكل النباتي في الكويت جديدة بالنسبة للجميع. لم تبدأ ثقافة الأكل النباتي بالانتشار إلا قبل سنوات قليلة، لكنها تزدهر بشكل كبير في الكويت. حتى أن عدد المطاعم النباتية يزيد سنوياً".
افتتحت العصيمي المطعم برفقة ثلاث صديقات، وسط أجواء تنافسية مع المطاعم التي لا تقدم أية خيارات صحية وتجني أرباحاً كبيرة بسبب نوعية الغذاء الذي تقبل عليه غالبية الناس، وهو الغذاء الأميركي المكون من اللحوم والبطاطس المقلية والمأكولات البحرية.

وتحكي العصيمي عن تجربتها، بل والمجازفة مع صديقاتها في افتتاح مطعم يبيع المأكولات النباتية. تقول لـ "العربي الجديد": "منذ التزامي بالنظام النباتي قبل ثلاث سنوات، كانت خياراتي محدودة تماماً؛ إما أن أطهو الطعام كاملاً في البيت وآخذه معي إلى العمل، أو أبقى طوال يومي جائعة، ولا آكل سوى الخضار والفاكهة لأن كل أصناف الطعام المطبوخ التي تُقدم في المطاعم تحتوي على منتجات حيوانية. لذلك، جاءت فكرة افتتاح مطعم نباتي يوفر خيارات نباتية للأشخاص النباتيين الذين لا يمكنهم طبخ طعامهم بسبب ظروف عملهم وبأسعار مناسبة".
وعن الإقبال على المطعم، تقول: "لا يوجد مطعم في الكويت لا يحظى بإقبال الناس. الشعب الكويتي يحب تجربة المطاعم الجديدة. حتى أن الكثيرين من غير النباتيين جربوا المطعم من باب الفضول في البداية ثم أعجبهم النظام الغذائي والأطعمة، فباتوا زبائن دائمين". ويتمكن المطعم من استخراج أرباح تكفي لسداد بدلات الإيجار ورواتب العمال والتكاليف اللوجستية، لكنه لا يجني أرباحاً ضخمة مقارنة بغيره من المطاعم غير الصحية".
على بعد أمتار قليلة من المطعم الذي تديره منيرة العصيمي وصديقاتها، يقع مطعم آخر افتتح أخيراً على يد مجموعة من الشباب الكويتيين. يقول أحد مؤسسي المطعم أحمد الموسى لـ "العربي الجديد": "نحرص على إعداد كل شيء في المطعم من خبز وغير ذلك، لأن الاعتماد على موردين خارجيين يعني أنهم قد لا يلتزمون بكافة المعايير النباتية". وبحسب الموسى، فإن المطعم يجني أرباحاً كافية لتسيير عمله، لكن النقلة النوعية كانت في قيام المطعم بتخصيص اشتراكات شهرية للراغبين في الأكل الصحي. ويتمّ الاشتراك بباقة تتيح لحاملها استلام وجبات الإفطار والغداء والعشاء والتحلية يومياً ولمدة شهر كامل في مقابل 300 دينار كويتي (ما يعادل 990 دولاراً أميركياً)، وهو رقم يبدو كبيراً وواقعياً في آن، في ظل التكاليف الكبيرة وأجور الطباخين العالية.

وتعمد المطاعم النباتية إلى إعداد الأكلات التي يتناولها الكويتيون يومياً من دون استخدام منتجات حيوانية، ما يجعل أسعار هذه المطاعم تبدو عالية مقارنة بالمطاعم الأخرى.
من جهته، حوّل يعقوب آل عبدالله، وهو عازف وفنان كويتي، نظامه الغذائي من نظام يعتمد على البروتينات الموجودة في اللحوم والمنتجات الحيوانية إلى نظام غذائي نباتي وصفه بالصارم، استجابة لنشرة قرأها على الإنترنت حول فوائد النظام النباتي الصحية.
يقول يعقوب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، إن وجود المطاعم النباتية في الكويت، وتعدد خياراتها، سهّلا عليه المهمة، إذ إنّه لا يتناول طعاماً نباتياً في بيته كل يوم، بل يعمد إلى التنويع بين الطهي في البيت وتناول الطعام في المطاعم خلال أيام الأسبوع. واستطاع بتشجيع زوجته على اتباع ذات النظام الغذائي الذي أكسبه فوائد صحية كبيرة. يضيف: "وجود هذه المطاعم فكرة رائعة. في حال كنت في اجتماع للعمل ولم أستطع العودة إلى المنزل طوال اليوم، فإن المطاعم النباتية لا تبعد عن عملي أكثر من 500 متر وسط العاصمة الكويت".
لكنّ النباتيين من سكان المحافظات الأخرى مثل محافظة الجهراء شمال الكويت يقولون إن هذه المطاعم ليست متوفرة لديهم، ما يضطرهم إلى الذهاب إلى مدينة الكويت لطلب الطعام من هناك. تقول البندري الشمري التي تتبع نظاماً غذائياً نباتياً، والمدافعة عن حقوق الحيوانات، لـ "العربي الجديد": "المطاعم النباتية لا تتركز إلا في مدينة الكويت. أما المناطق البعيدة عنها، فإنها غائبة تماماً، ما يدفع الكثيرين لعدم الالتزام بهذا النظام الغذائي أو المعاناة الشديدة معه".
دلالات
المساهمون