"العربي الجديد" التقى مها وأسرتها، للتعرف على تجربة وقوفها في ورشة الحدادة، الواقعة في منطقة المنتزه، شرق الإسكندرية، وكيف تتعامل مع الحديد والنار.
الثلاثينية مها صبري، تزوجت بعد حصولها على دبلوم تجارة، لتخوض تجربتها في مهنة الحدادة لمساندة زوجها الذي يعمل في نفس المهنة للحصول على قوتهما اليومي، لا سيما مع التغير السريع في الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
أهالي منطقة المنتزه، تعجبوا في بادئ الأمر من وقوف مها في ورشة الحدادة، حتى أثبتت جدارتها في المهنة، بعد تشجيع زوجها وحرصه على تعليمها.
تقول مها إنها كانت تذهب إلى ورشة الحدادة لكي تساعد زوجها فى بعض الأعمال البسيطة مثل "طلاء الأبواب" و"الشبابيك الحديد"، بعد انتهاء زوجها من تصنيعها، الأمر الذي جعلها تحب هذه المهنة. وتضيف أنها تستيقظ في الساعة السادسة صباحًا يومياً، لإعداد الأعمال المنزلية، قبل النزول إلى ورشة الحداد الساعة التاسعة.
وتشير إلى أنه رغم صعوبة الأجهزة والأدوات المستخدمة في المهنة، إلا أنها استطاعت قص وجمع ولحم الحديد وكذلك تصنيع أبواب وشبابيك حديدية، بل والعمل على جميع الأجهزة مثل "ماكينة اللحام والصاروخ وفرن النار والخرامة".
أما زوجها فوزي، فيؤكّد أنّ حرص زوجته وشطارتها كانا أبرز أسباب تعلمها مهنة الحدادة بسرعة، حتى أصبح يعتمد عليها في العمل بشكل كبير عندما يأتي له عمل خارج المحافظة.
ويتابع أن مهنة الحدادة من أخطر المهن، فالخطأ فيها يتسبب في بتر أو قطع جزء من الجسم، مشيرًا إلى أن أول إصابة لزوجته مها كانت بسبب اللحام بالكهرباء وكذلك لم تستخدم النظارة للوقاية من ضوء اللحام، ما أصاب عينيها حينها، لكنها أصبحت متمكنة من المهنة.
في التقرير المصور أدناه، تفاصيل أخرى حول قصة مها؛ الأنثى التي اخترقت عالم الرجال، كي تعيل أطفالها: