في حي الدرب الأحمر، يجلس الرجل الثمانيني، سلامة محمود سلامة، المالك الرابع، لأقدم مصبغة خيوط في القاهرة، حيث يبلغ عمرها حوالي 116 عاماً.
كاميرا "العربي الجديد"، قامت بجولة ميدانية داخل المصبغة، ورصدت مراحل عملية الصباغة، وصولاً إلى الخيوط الجاهزة.
ويقول سلامة، إنه يعمل في تلك المصبغة منذ 74 عاماً، وذلك بعد انتقاله من مركز شبين القناطر التابع لمحافظة القليوبية إلى القاهرة، مشيراً إلى أن لديه 12 من الأبناء 8 بنات و4 أولاد يعملون معه.
ويشير إلى أن تاريخ إنشاء المصبغة يعود لعام 1901، لافتاً إلى أن أكبر المشاكل التي تواجههم هي ارتفاع الأسعار، الأمر الذي يؤثر سلباً على المصبغة.
ولفت إلى أن هناك عدة أنواع للصباغة، منها الصبغة العادية والتي يضاف إليها ملح بكمية قليلة وصودا قش بنسبة 50 بالمائة، وهناك صباغة نصف ثابتة، وأخرى ضد الضوء، وأخيراً الصبغة الثابتة مائة بالمائة.
وعن مراحل الصباغة، يوضح سلامة، أن المراحل تبدأ بوصول الخيوط، ثم يتم وضعها في الأحواض لتأخذ اللون الأبيض، وتنقل بعد ذلك إلى أحواض مليئة بالمياه المغلية المضاف لها الألوان حتى تتم عملية الصباغة.
وتابع "تتم عملية تصفية الخيوط من المياه في المصفاة، وبعد ذلك تنشر حتى تجف تماماً، وتصبح الخيوط جاهزة للذهاب لوجهتها".
ويؤكد أن المصابغ اليدوية هي أساس الصباغة في مصر، لأن المصابغ الآلية الحديثة لا تؤثر على المصابغ اليدوية القديمة، حيث إنه لا يوجد أحد لا يستخدم الخيوط الملونة في الملابس وصناعات عدة، موضحاً أن أصحاب المصانع الآلية يستعينون به من وقت لآخر لضبط درجات الألوان.