مساكين الجيش المصري

07 أكتوبر 2015
جيش مصر قبض نصف مرتباته لعشرين عاماً (أرشيف/Getty)
+ الخط -


في ظل الاحتفال بذكرى انتصار 6 أكتوبر على العدو الإسرائيلي، كشف المشير عبد الفتاح السيسي عن مفاجأة كبيرة للشعب المصري، مفادها أن أفراد الجيش ظلوا يقبضون نصف مرتباتهم لمدة 20 عاماً، وقال "عايز أقولكم كلام مقولتوش قبل كده، وهقوله للمرة الأولى، الجيش المصري ضباط وجنود قعدوا 20 سنة يتقاضون نصف مرتباتهم".

وأضاف: "أخدوا نص المرتب 20 سنة عشان يبنوا قدرات الجيش، وكان لازم الناس تعرف الجيش ده قادر إزاي، قادر إنه مدرسة فكرية واستراتيجة تشتغل بعلم وتضحية لأجل خاطر بلدها، وتبقى جاهزة عن نفسها".

ولم يقل لنا السيسي ما هي قيمة مرتبات ضباط الجيش سابقاً وحالياً، مقارنة بمرتبات مواطني شعبه الشقيق.

والمفارقة التي يجب أن نلتفت إليها في هذا الإطار هي الأخبار التي نشرتها الصحف الحكومية والتي أكدت أن مرتبات الجيش والشرطة زادت خلال العامين الماضيين أكثر من مرة وبنسب مختلفة، وكأنه تعويض للجيش الذي ذاق الحرمان والجوع "علشان مصر".

ولكن يجب ألا ننسى في هذا السياق أن أفراد الشرطة أيضاً مظلومون وربما ظلوا يتقاضون أقل من نصف رواتبهم طوال الفترة الماضية. وقد احتشد أمناء الشرطة في تظاهرات غاضبة خلال الفترة الماضية مطالبين بتحسين أوضاعهم وزيادة مرتباتهم، وتوقفوا عن حراكهم بعد وعود من قيادات الدولة بحل مشاكلهم.

ويبدو أن الحكومة رأت أن الموظفين المدنيين افتروا وتمتعوا بمرتبات أكبر من احتياجاتهم، ولم يتركوا لأفراد الجيش والشرطة المساكين أي شيء، فأصدرت الحكومة قانون الخدمة المدنية، لتعيد التوازن بين رواتب العسكريين والمدنيين.

كما أكد السيسي في أكثر من خطاب أن مصر في أزمة مالية ولا يجب أن ينتظر الناس (المدنيون طبعاً) زيادة رواتبهم، فمن أين سيأتي النظام بأموال لإطعام نحو 90 مليون مصري؟

ودارت تصريحات الحكومات الأربع المتعاقبة خلال العامين الماضيين حول مطالبة الشعب بالصبر، فمصر لن تنهض مرة واحدة، فالشعب الذي يقبع 25 مليون منه تحت خط الفقر ويواجه 3.6 ملايين منه شبح البطالة، حسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي، قادر على الصمود، بل وعليه التضحية من أجل زيادة رواتب مساكين الجيش وهو العمود الفقري جداً لمصر والذي كان سبباً في حمايتها وتطورها وتقدمها.


اقرأ أيضاً: حكومة مصر الجديدة ترفع الرقابة المالية عن الجيش والشرطة

المساهمون