مدن تحت الأرض... رحلتك إلى العصر الحجري

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
16 اغسطس 2019
5D006BE8-49E1-4369-A466-892DC2E650B0
+ الخط -
اربط حزام الأمان جيداً، وانطلق برحلة سياحية استكشافية إلى الماضي. رحلة تقودك تحديداً إلى العصر الحجري، حيث تغيب كافة معالم الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المتطورة. تخيل نفسك تعيش في مدن تحت الأرض في قلب الجبال، وكهوف وبيوت حجرية، يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.

تشكل هذه المدن الحجرية تحفة فنية نادرة، وعلامة فارقة في أساليب الهندسة المعمارية، حيث نحتها السكان القدامى في باطن الأرض، وداخل الجبال للاحتماء من الغزوات، أو الهروب من عوامل الطبيعة.

قبل سنوات، بدأت هذه المدن الحجرية باستقطاب السياح، لا سيما وأن منظمة اليونسكو قد وضعتها على لائحة التراث العالمي، وباتت وجهة سياحية محببة وغريبة في آن معاً.
يتجلى جمال هذه المدن، بالتجربة التي يمكن أن يخوضها الزائر، حيث يعيش داخل الكهوف، يتجول بين مرافقها، يتناول وجبات الطعام باستخدام الأواني الحجرية والفخارية، وغيرها من الأدوات التقليدية.



كابادوكيا - تركيا

تحمل مدينة كابادوكيا وسط تركيا الكثير من الأسرار. تضم أكثر من 30 مدينة صغيرة متكاملة تحت الأرض، ومن أبرزها مدينة ديرنكويو، وغوريميه أو ما كما تعرف بمداخن العفاريت.

من قلب الجبال، تطل ديرنكويو، أي "البئر العميقة"، إذ يصل عمق المدينة إلى أكثر من 85 متراً. شكلت طريقة بناء هذه المدينة لغزاً لطالما حير العلماء، حيث تم بناؤها باستخدام الصخور البركانية، إضافة إلى مواد أخرى نادرة. تحتوي مئات البيوت الصغيرة التي تفصلها بعض الممرات الحجرية الضخمة، كما تضم المدينة ساحات كبيرة، ومخازن للطعام.
بعد زيارة ديرنكويو، لا بد من زيارة مداخن العفاريت في غوريميه. يعود تاريخ بنائها إلى العام 1200 قبل الميلاد. تحتوي مئات البيوت السكنية، وأكثر من 30 ديراً. ولإقامة في كابادوكيا سحرها، إذ يمكن الإقامة في كهوف حجرية مجهزة لاستقبال الزوار، وخوض تجربة العيش البدائية.



ماتيرا - إيطاليا

في جنوبي إيطاليا، ستدخل قرية الكهوف. ستعيش تجربة المبيت في قلب الجبال الصخرية. صنفت مدينة ماتيرا أو ساسي دي ماتيرا كعاصمة للثقافة الأوروبية للعام 2019.

سنوياً، تجذب هذه المدينة ملايين السياح من كافة الدول، إذ تم ترميمها من جديد، مع الحفاظ على شكلها التقليدي. تم وضع المدينة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، كما كانت موقعا لتصوير الكثير من الأفلام الأجنبية.

ولاكتشاف جمال هذه المدينة، بالإضافة إلى المبيت في فنادقها الصخرية، يعد التجوال سيراً على الأقدام تجربة ممتعة، حيث يمكن استخدام السلالم المتعرجة، والممرات الصغيرة، والساحات واكتشاف كيفية العيش في هذه المدينة الساحرة، والتي بقيت مأهولة حتى الحرب العالمية الثانية.


ومن أشهر الأماكن السياحية، كهف كازا غروتا، وبالومبارو لونغو، وهو عبارة عن خزان مياه ضخم يقع مباشرة تحت ساحة ماتيرا الرئيسية.



مطماطة - تونس


تبدو أقرب إلى مدن الخيال من تلك الواقعية. تبعد مدينة مطماطة التابعة لولاية قابس نحو 450 كيلومتراً عن العاصمة تونس.

نالت هذه القرية شهرة واسعة بعد تصوير أجزاء من فيلم حرب النجوم العالمي. تتميز القرية بمنازلها التي بنيت على شكل ثقوب في الجبال. يكتشف الزائر خلال جولته السياحية الفن المعماري التونسي بطريقة مختلفة، كما يكتشف أساليب الحياة تحت الأرض، ويتعرف على عادات وتقاليد السكان، بخاصة وأن المدينة ما زالت مأهولة حتى يومنا هذا.
تتميز منازلها بباحاتها الكبيرة، ويتفرع منها عدة غرف من خلال نظام الأنفاق الذي استخدمه السكان القدامى. تحتوي هذه المنازل الكثير من الأدوات والأثاث ذات الطراز القديم.

خلال زيارتك، يساعدك سكان هذه القرية في التعريف على تفاصيل معيشتهم، إذ يصطحبون الزائر في جولات سياحية إلى داخل الكهوف، ويقدمون شرحاً وافياً عن تاريخ هذه القرية.



روكامادور وناوورس - فرنسا


في جنوب فرنسا، وبين كروم العنب، تطل بلدة روكامادور. بلدة من أجمل البلدات الفرنسية، بسبب موقعها الجغرافي واحتوائها الكثير من الآثار، والكهوف.

تقع روكامادور في مقاطعة قورسي الفرنسية وتجذب سنوياً مليونا ونصف زائر، بفضل هندستها المعمارية، وإطلالتها المميزة بين وادي آلزو ونهر دوردوني، والغابات المحيطة والصخور والمنحدرات.

تحتوي البلدة على مئات الكهوف والممرات الصخرية تحت الأرض، وقد احتضنت السكان خلال فترات الحروب والنزاعات. وبحسب العلماء، يعود تاريخ بناء هذه الكهوف إلى ما قبل الميلاد.
إضافة إلى بلدة روكامادور، تعتبر مدينة ناوورس Naours الضخمة، واحدة من أجمل المدن تحت الأرض. تمتلك المدينة ما يقارب 300 غرفة وكهف، يصل طول الغرفة إلى نحو نصف ميل.

يعود تاريخ بناء هذه المدينة إلى القرن الثالث الميلادي، وتم اكتشافها في القرن التاسع عشر. تحتوي المدينة على مرافق أساسية مثل المصلى والآبار والمخابز.

ذات صلة

الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
فنادق غزة فارغة العربي الجديد

اقتصاد

تسبب تقييد حركة تنقل السياح الوافدين عبر المعابر الحدودية باتجاه غزة، بتراجع عمل القطاع السياحي بشكل عام، والقطاع الفُندقي على وجه التحديد، والذي يعتمد بشكل أساسي على السياحة الخارجية، بالتزامن مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية داخلياً.
الصورة

اقتصاد

تعتبر باكو، عاصمة أذربيجان، كنزاً دفيناً من التاريخ القوقازي المستقطب للسائحين، لاحتوائها على أبنية حجرية تعود إلى عقود ماضية، ولما في شوارعها وأحيائها من أسرار كثيرة لم تُكتشف بعد.
الصورة
سيول... منارة السياحة الفنية

اقتصاد

تختزن مدينة سيول مزيجاً من الطراز الحديث والكلاسيكي التقليدي، ما يجعلها منارة سياحية فريدة في محيطها، وهي تعكف على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمكافحة انتشار كورونا من أجل ضمان تدفق السياح.