03 نوفمبر 2024
مخيم عرسال.. ماذا ينتظر السوريين؟
الدخان الأسود يغطي سماء مخيم عرسال للاجئين السوريين.. رسمياً، ما زال المذنب مجهولاً، فتصريحات المسؤولين اللبنانيين، وما يقوله الناشطون وسكان المخيم، متناقضة، لكن الملفت تداول قضية إرجاع اللاجئين إلى وطنهم، على الرغم من انهيار اتفاقات الهدن هناك، وفشل خطة تخفيض التصعيد.. ستبدأ القصة باقتراحاتٍ حسنة النية، لإعادة اللاجئين الذين يقطنون الخيام إلى قراهم وبلداتهم، حيث من المفترض أن يستعيدوا بيوتهم ودكاكينهم وأراضيهم الزراعية التي تركوها.. اقتراحاتٌ لها شكل إنساني، ولون وردي، سيرفضها اللاجئ العارف حقيقة ما ينتظره في سورية.. سترتفع بعد ذلك شعارات عنصرية بشكل عفوي، أو مخطط له، وستحتل أخبار اللاجئ الذي يتلقى مساعداتٍ إنسانية محدودة من الأمم المتحدة مقدمات نشرات الأخبار في لبنان، بوصفه سبباً أساسياً، وربما وحيد، للأزمات العميقة التي تعاني منها الدولة، أكان ذلك على الصعيد الأمني أو الاقتصادي والاجتماعي، وستتحوّل اقتراحات التخلص من اللاجئين إلى مناشداتٍ ملحة، وسيبرز التواصل مع الحكومة السورية حلاً وحيداً لتنسيق عمليات إعادة اللاجئين.
انتشرت صور وفيديوهات عن ممارسات قتل واعتقال وتعذيب للاجئين سوريين في لبنان. وأشار ناشطون إلى مسؤولية الجيش اللبناني عمّا جرى، وتابعنا سيلاً عكسياً مدافعاً عن مؤسسة الجيش. المستغرب موقف مسؤولي حزب الله ومؤيديه الذين شاهدناهم يُثنون على ما قام به الجيش ضد السوريين، في سياق مكافحة الإرهاب، ويؤكد بعضهم أن هذا الجيش الذي طالما حطت المليشيا من شأنه وقوته وقدرته، بات مؤهلاً للدفاع عن الوطن! ألا يدفع ذلك إلى السؤال عن جدوى وجود المليشيا ذاتها، طالما لدى الدولة جيش قادر على الدفاع عن لبنان ضد الأخطار الخارجية؟ هذا ليس موضوع المقال، لكن علينا أن نذكّر بأن وجود الحزب ذاته في سورية سبب يعيق النازحين من العودة إلى أرضهم.
كان نائب أمين عام الحزب، الشيخ نعيم قاسم، أحد الأصوات التي اقترحت التواصل مع النظام في دمشق للبدء بإعادة اللاجئين، وأيده وزير العدل، سليم جريصاتي، ومسؤولون لبنانيون آخرون، وكانت الثقة تعتري سفير سورية، علي عبد الكريم، وهو يشير إلى ضرورة التواصل مع النظام السوري، بدون وساطة من أي طرف، احتراماً للسيادة السورية.
ينفع هنا تكرار وصف واقع الحال في سورية الذي يبدأ بالقصف والمداهمات والاعتقالات، ولا ينتهي بمراسيم الخدمة العسكرية التي تلزم الشبان بحماية كرسي الأسد، حتى لو قاربت أعمارهم الخمسين عاماً. ليست هذه مشكلة سورية، من وجهة نظر السفير، وحال السوريين المضطهدين في البلدان المجاورة أمر ثانوي أمام الرغبة الجامحة، واستغلال الأزمات لتلميع صورة نظام الأسد أمام الرأي العام..
أعلن الجيش اللبناني في بيان أن المقتولين من اللاجئين كانوا مصابين بأمراضٍ تفاعلت مع الظروف الجوية، فأدت إلى الوفاة. واحتراق المخيمات اتّهمت به أيضاً درجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين.. على الجانب الآخر، يصر محللون لبنانيون على التأكيد بأن المخيم يؤوي عائلات أفراد تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وكأن الأمر، إن صح، يعطي المبرّر لقتل ذويهم وحرق خيامهم. اختيار عبارة "عائلات الإرهابيين" سيغطّي على الأخبار التي تحكي عن مقتل أطفال، أو إصابتهم، طالما أنه من الطبيعي لعائلة الإرهابي أن تحوي طفلاً إرهابياً مستقبلياً.
تتتابع الروايات الرسمية وغير الرسمية، فتصبح القصة أكثر ترتيباً: اقتحم الجيش المخيمات في عمليةٍ وصفت بالاستباقية، بعد معلوماتٍ عن وجود مخططات للقيام بعمليات تفجير هناك، رغم ذلك حدثت هذه التفجيرات، وأدت إلى وفاة بعض سكان المخيم، وهجرة بعضهم الآخر.. الاستهتار في التعامل مع قضيةٍ خطيرةٍ بهذا الحجم وسهولة إنكار الجرائم التي ترتكب بحق السوري أينما كان باتا أمراً في متناول الجميع، بمن فيهم السوريون أنفسهم، طالما أن العالم يفتح أذنيه لتصديق كل شيء إلا الحقيقة.
انتشرت صور وفيديوهات عن ممارسات قتل واعتقال وتعذيب للاجئين سوريين في لبنان. وأشار ناشطون إلى مسؤولية الجيش اللبناني عمّا جرى، وتابعنا سيلاً عكسياً مدافعاً عن مؤسسة الجيش. المستغرب موقف مسؤولي حزب الله ومؤيديه الذين شاهدناهم يُثنون على ما قام به الجيش ضد السوريين، في سياق مكافحة الإرهاب، ويؤكد بعضهم أن هذا الجيش الذي طالما حطت المليشيا من شأنه وقوته وقدرته، بات مؤهلاً للدفاع عن الوطن! ألا يدفع ذلك إلى السؤال عن جدوى وجود المليشيا ذاتها، طالما لدى الدولة جيش قادر على الدفاع عن لبنان ضد الأخطار الخارجية؟ هذا ليس موضوع المقال، لكن علينا أن نذكّر بأن وجود الحزب ذاته في سورية سبب يعيق النازحين من العودة إلى أرضهم.
كان نائب أمين عام الحزب، الشيخ نعيم قاسم، أحد الأصوات التي اقترحت التواصل مع النظام في دمشق للبدء بإعادة اللاجئين، وأيده وزير العدل، سليم جريصاتي، ومسؤولون لبنانيون آخرون، وكانت الثقة تعتري سفير سورية، علي عبد الكريم، وهو يشير إلى ضرورة التواصل مع النظام السوري، بدون وساطة من أي طرف، احتراماً للسيادة السورية.
ينفع هنا تكرار وصف واقع الحال في سورية الذي يبدأ بالقصف والمداهمات والاعتقالات، ولا ينتهي بمراسيم الخدمة العسكرية التي تلزم الشبان بحماية كرسي الأسد، حتى لو قاربت أعمارهم الخمسين عاماً. ليست هذه مشكلة سورية، من وجهة نظر السفير، وحال السوريين المضطهدين في البلدان المجاورة أمر ثانوي أمام الرغبة الجامحة، واستغلال الأزمات لتلميع صورة نظام الأسد أمام الرأي العام..
أعلن الجيش اللبناني في بيان أن المقتولين من اللاجئين كانوا مصابين بأمراضٍ تفاعلت مع الظروف الجوية، فأدت إلى الوفاة. واحتراق المخيمات اتّهمت به أيضاً درجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين.. على الجانب الآخر، يصر محللون لبنانيون على التأكيد بأن المخيم يؤوي عائلات أفراد تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وكأن الأمر، إن صح، يعطي المبرّر لقتل ذويهم وحرق خيامهم. اختيار عبارة "عائلات الإرهابيين" سيغطّي على الأخبار التي تحكي عن مقتل أطفال، أو إصابتهم، طالما أنه من الطبيعي لعائلة الإرهابي أن تحوي طفلاً إرهابياً مستقبلياً.
تتتابع الروايات الرسمية وغير الرسمية، فتصبح القصة أكثر ترتيباً: اقتحم الجيش المخيمات في عمليةٍ وصفت بالاستباقية، بعد معلوماتٍ عن وجود مخططات للقيام بعمليات تفجير هناك، رغم ذلك حدثت هذه التفجيرات، وأدت إلى وفاة بعض سكان المخيم، وهجرة بعضهم الآخر.. الاستهتار في التعامل مع قضيةٍ خطيرةٍ بهذا الحجم وسهولة إنكار الجرائم التي ترتكب بحق السوري أينما كان باتا أمراً في متناول الجميع، بمن فيهم السوريون أنفسهم، طالما أن العالم يفتح أذنيه لتصديق كل شيء إلا الحقيقة.