في الوقت الذي تتجه فيه الأوضاع في اليمن إلى مزيد من التعقيد في الجانب الاقتصادي مع انهيار العملة وانسداد فرص السلام واستمرار الحرب، تواصل الإمارات شريكة السعودية في تحالف الحرب في اليمن توسيع نفوذها وبسطه على أرخبيل سقطرى.
ومنذ بسط الإمارات عبر أذرعها العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه، سيطرتها في يونيو/حزيران الماضي على الجزيرة اليمنية الاستراتيجية الغنية بالثروات والموارد الاقتصادية، وإخراج القوات الحكومية من مختلف المواقع الأمنية والعسكرية والمنافذ مثل المطار والميناء، تسارعت وتيرة إرسال الخبراء والوفود الاقتصادية لإدارة الميناء والتحكم بالمطار والشروع في تأسيس مشاريع اقتصادية وسياحية في الجزيرة.
وقالت مصادر محلية في الجزيرة اليمنية لـ"العربي الجديد"، إن هناك تحركات إماراتية واسعة ومشبوهة في سقطرى منذ إعلانها تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى وصول سفينة منذ نحو عشرة أيام على متنها خبراء ووفود اقتصادية وآلات ومعدات اتصالات متقدمة وحزم من ألواح الطاقة الشمسية، يبدو أنه سيتم استخدامها من قبل الخبراء والوفود التي وصلت والاستعانة بها لإنجاز ما أتوا من أجله من مشاريع، والتي يرجح أن تكون بحسب المصادر في المواقع التي تم مسحها وتحديدها سلفاً وتركز على الثروات الطبيعية والمواقع السياحية في الجزيرة الشهيرة بموقعها ومقوماتها السياحية الكبيرة.
وكانت سلطات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في الجزيرة والمتحكمة بالمطار وبعض المنافذ والمواقع الأخرى قد قامت مؤخراً بتعليق العمل بالتأشيرات والإجراءات المتبعة في المطارات للقادمين إلى أرخبيل سقطرى، وسط أنباء تتحدث عن تخصيص المطار للاستخدام الخاص من قبل الإمارات وحلفائها بالجزيرة خصوصاً بعد إعلانها تطبيع علاقتها مع إسرائيل.
في السياق، توقع الباحث الاقتصادي صادق علي، أن يكون هناك اختطاف كلي لسقطرى وعزلها عن محيطها اليمني خصوصاً بعد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، إذ يعتقد علي في حديثة لـ"العربي الجديد" أن هناك مشاريع مشتركة آتية إلى الجزيرة اليمنية تقوم بدرجة رئيسية على السياحة نظراً للتجارب والخبرات الواسعة لقطاع الأعمال الإسرائيلي في قطاع السياحة.
إلى جانب كونها جوهرة يمنية فريدة من نوعها، ومصنفة كأحد مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، تشير هيئة الإنتاج والاستكشافات النفطية الحكومية إلى أن الجزيرة غنية بالموارد النفطية. وتشهد سقطرى احتجاجات متواصلة من قبل مواطني الجزيرة، على تردي الأوضاع المعيشية والعبث الذي يطاولها.
وقال أحد المواطنين من سكان الجزيرة، فضل عدم ذكر اسمه، إن ما يحدث في الجزيرة "شيء مؤلم لا يقبله عقل ولا منطق، من عبث وفوضى ونهب وإذلال متواصل لسكان الجزيرة الذين يشعرون بالقلق الشديد من التواجد الإماراتي المشبوه والحديث المتزايد حول إمكانية جلبها الإسرائيليين للجزيرة سواء عبر مشاريع اقتصادية أو سياحية أو أي شكل من أشكال التواجد".
ويحيط الغموض بمصير ما يزيد على 100 جزيرة يمنية منذ بداية الحرب، يتحدث كثيرون في اليمن عن بسط وسيطرة الإمارات عليها، إضافة إلى عديد المواقع الاقتصادية ونهبها للثروات المعدنية وتعطيلها لعمليات إعادة الإنتاج النفطي والتصدير في ظل وضع اقتصادي وإنساني كارثي تمر به اليمن.
وتنتشر في المياه الإقليمية اليمنية كثير من الجزر متنوعة التضاريس وأكثرها تقع في البحر الأحمر مثل جزيرة كمران، وأرخبيل حنيش، وميون التي تعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أما أهم الجزر على البحر العربي فجزيرة أرخبيل سقطرى التي تعتبر أكبر جزيرة في هذا الأرخبيل.