محمد هنيدي لـ"العربي الجديد": لم أتأثر بفؤاد المهندس في "أرض النفاق"

16 يونيو 2018
محمد هنيدي (فيسبوك)
+ الخط -
انتظر جمهور الفنان الكوميدي محمد هنيدي إطلالته الرمضانية بعد غياب استمر سبع سنوات عن الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل "أرض النفاق". وكان الفنان سعيداً للغاية ودائم التواصل مع جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور من العمل، وسرد أي مواقف ضاحكة تحدث. ولكن أحياناً، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم يعرض العمل على أي من القنوات المصرية، وعُرض على شاشة التلفزيون السعودي، وبعض القنوات المشفرة فقط. فهل أثّر ذلك على هنيدي نفسياً، وما رأيه في ما حققه مسلسله. "العربي الجديد" التقت محمد هنيدي في هذا اللقاء.


عن استعداده لشخصيّة مسعود في "أرض النفاق"، وما إذا تأثّرت بشخصية فؤاد المهندس في الفيلم، يقول هنيدي لـ"العربي الجديد": "لا، لم أتأثر بالأستاذ فؤاد، لكني تأثرت بالشخصية التي جاءت في الرواية وكتبها الروائي العظيم يوسف السباعي، وكيف أنها كانت متغيرة، وفيها تقلبات حياتية عديدة. وتعود بداية التفكير في المسلسل إلى أن المنتج جمال العدل حدثني تليفونياً وأخبرني بأنه اشترى رواية (أرض النفاق)، ويريد تحويلها إلى مسلسل أقوم ببطولته، فسعدت جداً لأني أحب الرواية للغاية، وقمنا بتغيير بعض التفاصيل. فمثلاً في الفيلم كانت هناك ثلاث حبّات فقط، ولكن في المسلسل جعلناها تسعاً".

وعن خشية هنيدي من مقارنة الجمهور بينه وبين الفنان فؤاد المهندس، بطل فيلم "أخلاق للبيع"، يشير: "لا نهائياً، لأن السيناريست أحمد عبد الله، وضع تغييرات عديدة لتتناسب مع العصر الحالي، ولا تنسوا أن الرواية تم طرحها عام 1949، والفيلم عُرض بعدها بعام واحد فقط، أي عام 1950، فكان لا بد من إجراء تغييرات".

وفي سياق حديثه عن عدم عرض العمل على الفضائيات المصرية، وتأثيره على نسب المشاهدة، يضيف هنيدي: "بالتأكيد كنت أتمنى أن يعرض العمل على القنوات الفضائية المصرية، ليشاهده جمهور بلدي. ولكن دعونا نتفق أن العالم الآن أصبح صغيراً والكل يشاهد القنوات العربية، والجمهور يبحث عن الفنان الذي يحبه أينما وُجد. وقد تلقيت ردود فعل إيجابية من الجمهور على العمل، لذا فأنا سعيد جداً بما حدث، لأنه كان اختباراً حقيقياً لحب الجمهور لي، فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، والحمد لله". وحول وجود جزء ثاني من المسلسل يقال إنّ التحضير يتمّ له الآن، يكشف هنيدي لنا: "حتى أكون صادقاً، كل ما أستطيع قوله هو إن هناك بالفعل أقاويل، ولكن مجرد أقاويل، ولا يوجد أي شيء حقيقي حتى الآن تم الاتفاق عليه. ولكن بمجرد أن نتفق، سيتم الإعلان عن ذلك، وفي النهاية القرار يعود إلى رغبة الجمهور في عمل جزء ثانٍ، فلن نستطيع رفض أي طلب له".




المسلسل حمل اسم المخرج سامح عبد العزيز، بجوار ماندو العدل، على الرغم من عدم استكماله التصوير، يقول هنيدي حول ذلك: "طبعا أتمنى من الله أن يفك كرب سامح، وما حدث أن العمل كان مشروعاً بينه وبين السيناريست والمنتج. ولما حدثت أزمته، أصررنا على إعطاء كل ذي حق حقه، وكانت لفته طيبة ومحترمة من المخرج ماندو العدل الذي استكمل التصوير، وصمّم أن يضع اسم سامح، فهو قرارٌ لا نملك معه سوى التصفيق له".

لم يستطع هنيدي منح تقييم للأعمال الرمضانيَّة ومستوى الأعمال المعروضة، ويعترف بأنه لم يشاهد أياً من الأعمال، يقول: "أنا لم أنتهِ من تصوير مسلسل (أرض النفاق) سوى منذ يومين فقط، ولكن رغم ذلك كنت أشاهد أجزاء من بعض الأعمال مثل (ليالي أوجيني) لظافر العابدين وأمينة خليل، و(لدينا أقوال أخرى) ليسرا، ومسلسل (الوصية) لأكرم حسني وأحمد أمين، ومسلسل (رحيم) لياسر جلال، لكن إن شاء الله سأبدأ في مشاهدتها ومشاهدة بعض الأعمال الأخرى بتركيز قريباً. دائماً الدراما المصرية جيدة وبخير، ولاحظت هذا العام أنها تحتوي على كافة الأنواع، مثل الكوميديا والأكشن والدراما وغيرها، وهناك أسماء جديدة لفنانين مبشرة بالخير، لفتت الأنظار، ونحن في حاجة دائماً لتجديد دمائنا بوجوه جديدة أو وجوه موجودة ولكن برزت هذا العام. وبصراحة كل الأعمال يتضح فيها مجهود كبير للغاية من كل الزملاء المشاركين ولا يمكننا التقليل من أي منهم".




لسنوات طويلة كان هنيدي غير متفاعل على الإطلاق مع مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه تدراك الأمر، وعن أسباب نشاطه على السوشيال ميديا، يرى أن "موقع التدوينات القصيرة تويتر أستطيع من خلاله أن أكون مندمجاً مع جمهوري والحصول على آرائهم بشكل مباشر، ووجدت تفاعلاً كبيراً معهم سواء الجمهور أو الفنانين أو أي من الشخصيات العامة، فتحدث دائماً نقاشات عديدة أنا سعيدٌ بها للغاية، لذا أكون حريصاً على الرد بنفسي على الجميع".


الجدير بالذكر أن رواية "أرض النفاق" مأخوذة عن رواية "أرض النفاق" ليوسف السباعي، صدرت عام 1949. تصنف هذه الرواية ضمن الأعمال الأدبية الاجتماعية، التي تغرس اهتماماتنا في عمق المشاكل الاجتماعية، حيث تتحدث الرواية عن المجتمع المصري والعربي في نهاية الأربعينيات في إطار خيالي فانتازي. لكنها واقعية في الوقت نفسه، كما تم تقديمها من خلال عمل سينمائي يحمل الاسم نفسه، بطولة الفنان الراحل فؤاد المهندس، وشويكار، وسميحة أيوب، وحسن مصطفى، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة، وتأليف يوسف السباعي، وإخراج فطين عبد الوهاب.
دلالات
المساهمون