محمد خان: الحياة السرية لصناعة الفيلم

01 مايو 2016
(محمد خان)
+ الخط -
يعود المخرج المصري محمد خان (1942) في كتابه "مخرج على الطريق" الصادر عن "الكتب خان" إلى مقالاته التي كتبها بين 1972 و 2015، ليرصد من خلالها انطباعاته وإحباطاته، ويربط كل حدث شخصيّ وعام بمشهد من مشاهد السينما وكأنه يرى العالم من خلال الشاشة، تعيد أحداثاً من زمن مضى، وتحكي عن تاريخ الفن السابع، ليبدو الكتاب سيرة ذاتية سنيمائية.

يحكي خان عن فيلمه الأول "ضربة شمس"، وكيف وُلدت فكرته في لندن بتشجيع من المونتيرة نادية شكري التي عملت مع خان في أغلب أفلامه وبمساندة صديقه المصوّر سعيد شيمي، قرّر الثلاثة إنتاج الفيلم رغم ضعف رأس المال، لكن حماس نور الشريف للفيلم جعله يقترح عليهم أن يقوم هو بإنتاجه، فوافق خان بشرط عدم تدخّل الشريف في مهامه الإخراجية.

يتحدّث خان بحرية متخلصاً من الرقابة الذاتية التي يرى أنها تكبّل الكثير من المبدعين، ويكشف للقارئ معارك ومشكلات جيل كامل من الفنانين والسينمائين الذين تجمعهم الرغبة المستمرة في التجريب من دون التقيّد بحسابات الربح والخسارة من أمثال داوود عبد السيد، وعاطف الطيب وخيري بشارة، وكيف كانت تواجههم دائماً مشاكل إنتاجية أو مشاكل في التصوير، أو حتى قلق النجوم الكبار من المشاركة في أفلامهم خوفاً من فشل الفيلم جماهيرياً.

خان الذي ولد في حي غمرة في وسط القاهرة، يقول إن القاهرة تحتلّ مكانة خاصة في أغلب أفلامه، وهي مصدر إلهام لشخصيات أفلامه مثل فيلم "أحلام هند وكاميليا" الذي أفرد له خان أكثر من مقال، لنعرف التاريخ السري للفيلم وكيف بدأت فكرة الفيلم ببطلتين هما فاتن حمامة وسعاد حسني، إلا أنّه لم يستطع إيجاد نقاط تلاقٍ فكريّ بين المجموعة بشكلها الأول، فتحوّل إلى نجلاء فتحي وعايدة رياض وأحمد زكي ليخرج الفيلم بشكله النهائي.

رغم نجاح الفيلم إلا أنه واجه نقداً، ووُصف بأنه يقوم بتشويه صورة القاهرة لتبدو كمدينة متوحّشة، تضغط على سكّانها وقاطنيها وتبرز أسوأ ما فيهم، إلا أن خان دافع عن فيلمه وكانت وجهة نظره أن السينما يجب أن تنقل الواقع حتى لو كان صادماً فهي ليست مجرد فن خُلِق للمتعة.

تكرّر المقالات بعض المعلومات أو الأحداث، وربما كان الكتاب بحاجة إلى تعديل وتنقيح في بعض أجزائه حتى لا يصاب القارئ بالملل. لكن هذا لا ينفي أن الكتاب يعدّ مرجعاً للمهتمين بالسينما وصناعتها، كما أن مقالاته تعدّ دروساً في قراءة الفيلم وكيفية تسويقه، إذ غالباً ما يعتمد صنّاع السينما في مصر على تسويق النجم الأوحد وليس العمل نفسه.

خان الذي ينتمي إلى الجيل القديم بعمره ولكن ليس بأفكاره المتجدّدة، يتطرّق في كتابه بشكل خاص إلى أهمية السينما الشابة التي تحتوي الكثير من الأفكار المبتكرة والتجارب الأصيلة.

ويحاول لفت الانتباه إلى تجاهل الدولة لهذه التجارب الجديدة، وقصورها في الحفاظ على التراث السنيمائي إلى جانب إهمالها لتجارب الشباب في السينما الرقمية والسينما المستقلة التي تجد نفسها تائهة بين المنتج والمتفرّج، رغم ما تحمله من أفكار مبتكرة وما تلقاه من نجاح.

دلالات
المساهمون