مجلس عسكري جديد للائتلاف السوري تحضيراً لمؤتمر الرياض

04 يونيو 2015
مساعٍ لربط الفصائل العسكرية بحامل سياسي (الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن القرار الذي أصدره رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، بحل المجلس العسكري الأعلى لهيئة الأركان المعروف باسم "مجلس الثلاثين"، يدخل ضمن تحضيرات الائتلاف لمؤتمر الرياض، ومحاولة منه لأن يكون هو الجهة السياسية التمثيلية للجسم المزمع تشكيله كنتيجة للمؤتمر، خصوصاً أن الائتلاف دعا، بعد حل المجلس الأعلى للأركان، إلى تشكيل مجلس جديد من الفصائل الحقيقية، والتي لها تأثير قوي على جميع الجبهات المنتشرة في سورية.

ويتوافق توجّه الائتلاف مع المسعى السعودي، من خلال مؤتمر الرياض، والذي يقوم على بناء تشكيل جديد مرتبط بالقوى الفاعلة على الأرض، يضم ممثلين عن الفصائل العسكرية الفاعلة وناشطي المجتمع المدني، وجسم سياسي تمثيلي يشكّل حاملاً سياسياً فعلياً للقوى الأخرى، وذلك بهدف تمكين الحامل السياسي الجديد من تنفيذ مخرجات أي قرارات يتخذها، أو تطبيق نتائج أي مفاوضات يتوصل إليها، ومن جهة أخرى لسحب ذريعة الغرب والولايات المتحدة بعدم التعامل بجدية مع موضوع إنهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي ترتكز بشكل رئيسي على عدم وجود بديل للنظام في حال سقوطه.

ويبدو أن الائتلاف يسعى إلى ترتيب أوراقه وإعادة هيكلة مؤسساته، بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة، ومن أجل أن يكون هو البديل الأكثر حظاً بأخذ دور الممثل السياسي للجسم الجديد المزمع تشكيله خلال مؤتمر الرياض.

ولعل هذه الخطوة التي اتخذها الائتلاف تندرج أيضاً كرد على طريقة المشاورات التي دعا إليها المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا في جنيف، وتعامله مع الائتلاف على أنه بالمستوى ذاته مع بقية التجمّعات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، على الرغم من أنه حاصل على اعتراف 114 دولة كممثل شرعي وحيد، والمحاور عن الشعب السوري. كما أن القرار تزامن مع زيارة دي ميستورا اليوم إلى إسطنبول، من أجل الاجتماع بأعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف، استكمالاً لمشاوراته الثنائية التي بدأها في جنيف مطلع الشهر الماضي، والتي تراجع الائتلاف عن المشاركة فيها، واستعاض عنها بإرسال رسالة للمبعوث الأممي من خلال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف، هيثم المالح، الأمر الذي يقوّي موقف الائتلاف كجسم سياسي يمثّل قاعدة عسكرية كبيرة تضم أهم الفصائل الموجودة في الداخل والتي تحقق انتصارات على النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

اقرأ أيضاً: دي ميستورا يلتقي الائتلاف السوري في إسطنبول غداً

واعتبر مصدر عسكري مقرّب من "مجلس الثلاثين"، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن قرار حل المجلس العسكري الأعلى لهيئة الأركان (مجلس الثلاثين) هو قرار صائب وضروري وكان يجب أن يحصل منذ زمن، ذلك أن معظم مكوّنات هذا المجلس لم تعد مرتبطة بقوى فاعلة على الأرض. وأضاف: "هناك قادة فصائل كانت تعمل في الداخل حين تم تشكيل المجلس لم تعد موجودة الآن، أو لم تعد ذات فعالية تذكر، وهناك ضباط وقادة فصائل من المجلس قدّموا طلبات لجوء في أوروبا، أو أنهم يعيشون في تركيا، كما يوجد أربعة من أعضاء "مجلس الثلاثين" في المنطقة الشرقية يقاتلون مع تنظيم "داعش" الآن، لذلك لا بد من إعادة هيكلة قيادة الأركان وتشكيل مجلس مرتبط بالأرض، يعطي الجهة السياسية التي تمثّله قوة ووزناً".

ونقلت مصادر مطلعة من داخل المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، أن الائتلاف سيُكّلف عدداً من قادة الفصائل العسكرية الهامة على الأرض بتشكيل المجلس العسكري، وهي الفصائل التي اجتمع بها الائتلاف في شهر أبريل/نيسان الماضي واتفق معها على خمس نقاط. ومن هذه الفصائل "جيش الإسلام" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وتجمّع "استقم كما أمرت"، وهذا ما يربط الفصائل العسكرية بحامل سياسي له تمثيل دولي، كما أنه يجعل للائتلاف تمثيلا حقيقيا في سورية.

وأضافت المصادر أن هذه الخطوة أيضاً هدفها التغطية على المؤتمرات التي عقدتها جهات دولية تميل للنظام السوري في موسكو والقاهرة وكازاخستان، من أجل الالتفاف على بيان جنيف، وإعادة تأهيل رأس النظام وقبوله ضمن مرحلة انتقالية، وإظهار المعارضة السورية على أنها مجزأة وليس لديها هدف ورؤية موحّدة، وبالتالي سحب الاعتراف والتمثيل من الائتلاف السوري.

وحسب معلومات وردت إلى "العربي الجديد"، فإن قائد "جيش الإسلام" زهران علوش التقى بالهيئة السياسية للائتلاف الوطني، وبرئيس الائتلاف خالد خوجة عدة مرات، وترافق ذلك مع طرح الفصائل العسكرية الكبرى في سورية فكرة الاندماج في الائتلاف خلال ندوة دعت لها هيئة "الشام الإسلامية" وحملت عنوان "الحل السياسي والتمثيل السياسي"، حضرها ممثلون عن الفصائل العسكرية، منهم علوش وقائد حركة "أحرار الشام" أبوجابر الشيخ، وعدد من أعضاء الائتلاف.

اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري يقاطع القاهرة بعد جنيف لمنع تعويم الأسد

المساهمون