عدّل الحراك الشعبي في الجزائر من تكتيكه الميداني في التظاهر، حيث بات المتظاهرون يتجنبون المظاهرات المبكرة، التي كانت تتم في العادة صباحا قبل بدء المظاهرات المركزية ظهرا، وهذا تجنبا للملاحقات والاعتقالات التي تقوم بها الشرطة في الفترة الصباحية.
وباتت المجموعات التي كانت تتظاهر في الفترة الصباحية تتجنب التجمع قبل فترة الصلاة، وتنتظر بالقرب من المساجد وسط العاصمة أو في الأحياء الشعبية القريبة والمقاهي، إلى حين انتهاء الصلاة، ما لا يترك لقوات الشرطة أية فرصة لتوقيف الناشطين أو المتظاهرين، بسبب الحشود الشعبية التي تتجنب الشرطة في أكثر الأحيان الصدام معها.
وتعمد المجموعات المتظاهرة للبقاء قرب مقر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أول شارع ديدوش مراد المركزي وسط العاصمة، لتحضير الشعارات هناك، قبل الالتحاق بالمظاهرات والالتحام مع المتظاهرين الذين يخرجون من مسجد الرحمة الذي يقع في نهج يتفرع عن الشارع نفسه.
وقال أحد الناشطين في الحراك الشعبي، لـ"العربي الجديد"، طالبًا عدم ذكر اسمه، إنه ومنذ الجمعة الـ33 تم إقناع المجموعات التي تتظاهر في الفترة الصباحية بتجنب ذلك لتلافي منح الشرطة فرصة مجانية لتنفيذ حملة اعتقالات.
و خلال الأسابيع الماضية، كانت الشرطة تركز على استهداف الناشطين الذين يتجمعون وسط العاصمة قبل المظاهرات، وكذا المجموعات القادمة من ولايات منطقة القبائل، من بين من ينجحون في الإفلات من حواجز المراقبة الأمنية التي تقيمها السلطات في المدخل الشرقي للعاصمة.
ومع تصاعد المظاهرات وعودتها التدريجية إلى حجمها الأول، باتت السلطات تدفع بقوات أمن إضافية إلى الشوارع ومحيط وسط العاصمة، حيث تركن أعداد كبيرة من مركبات الشرطة الحاملة لأعداد هائلة من قوات الأمن في منطقة تافورة وقرب المحطة المركزية للسكك الحديدية، ترقبا للتدخل في حال حدوث أي انزلاق محتمل.
ويزداد القلق لدى المسؤولين الأمنيين في الجزائر مع استمرار مظاهرات الحراك الشعبي والطلابي، بالتزامن مع قرب موعد بدء الحملة الانتخابية، منتصف شهر نوفمبر/تشرين الأول المقبل، تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول القادم، لكن أكبر تحدٍّ أمني سيكون الجمعة المقبل، في المظاهرات المليونية التي دعا إلى تنظيمها ناشطو الحراك الشعبي، وتتم التعبئة لها منذ فترة.