ماذا لو خرجت البرازيل من كأس العالم؟

كارثة وطنية... نكسة كروية... تحول البرازيل إلى جحيم... هذا ما قد يحدث بمجرد التفكير بخروج البرازيل من الدور الثاني، فكيف لو حدثت الكارثة وخرجت البرازيل من كأس العالم 2014 أمام تشيلي؟ لا يمكن قول ذلك عندما كانت البرازيل ذاك المنتخب المُرعب الذي ترتجف منه كل المنتخبات العالمية، لكن في بطولة كأس العالم الحالية البرازيل ليست مقنعة حتى الآن.

ويبدو أن الخروج البرازيلي من المونديال سيكون له وجهان، الأول يتمثل بنكسة على الصعيد الكروي، نظراً لأنها المستضيفة التي يمنع عليها أن تخسر ويجب أن تكون طرفاً في النهائي، ومن غير المقبول ألا ترفع الكأس الذهبية، وكل هذا طبعاً يندرج ضمن إطار حديث الجمهور البرازيلي الذي لن يقبل إلا بالنجمة السادسة.

أما الوجه الثاني فهو الخطر الأمني، إذ إن التظاهرات التي اندلعت قبل وخلال الأيام الأولى من انطلاق كأس العالم 2014، لم يعد أحد يسمع صداها بعد مرور أكثر من أسبوعين على المونديال، لكن في الكواليس الخفية يبدو أن المتظاهرين يتركون الأمور تسير كما هي، حرصاً على سمعة المنتخب البرازيلي، ومن أجل مؤازرته حتى الوصول إلى النهائي الحلم، لكن ماذا لو لم يتبق للمتظاهرين حجة بعد خروج البرازيل من كأس العالم؟

لا يعرف معنى خروج البرازيل من كأس العالم إلا الشعب البرازيلي وحده الذي ذاق مُر الكأس في العام 1950، عندما خسر النهائي أمام الأوروجواي في يوم أسود للكرة البرازيلية، أما اليوم وإن حدث الخروج المدوي في الدور الثاني فسيكون وقعه أشد مرارةً، إذ إن الوعي ودرجة الوطنية مرتفعة أكثر من أي وقت سبق والآمال مُلقاة على عاتق البرازيل من أجل رسم البسمة على وجوه مشجعي "السامبا".

الأمر الثالث الذي سيؤذي مشاعر البرازيل في حالة الخروج من الدور الثاني، هو فشلها بالفوز باللقب العالمي في المونديال الثالث على التوالي، وعدم وصولها للمباراة النهائية والأدوار المتقدمة للمرة الثالثة أيضاً توالياً، لذلك سيكون الإحباط سمة البرازيل جمهوراً وشعباً، بعد أن طال الانتظار من أجل معانقة الكأس الذهبية السادسة.

وكانت البرازيل خرجت من الدور الثاني مرتين في عام 1990، بعد أن خسرت من الأرجنتين (1 - 0)، وفي عام 1982 بعد أن تأهلت إلى الدور الثاني ولعبت في مجموعة ضمت كلاً من إيطاليا والأرجنتين، فازت في المباراة الأولى على المنتخب الأرجنتيني (3 - 1)، لكنها خسرت من إيطاليا (3 - 2)، لتخرج من الدور الثاني أيضا.