مادونا على خط الحرية: وصلت الـ 1967

15 يوليو 2014
"يا فلسطين" لـ جاكلين سلوم
+ الخط -

اختار موقع "الفن من أجل الحرية"، التي ترعاه مغنية البوب الأميركية مادونا والشركة الإعلامية الفنية "فايس"، فيديو موسيقي وفني بعنوان "كل يوم هو عام 1967" يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني، ووضعه كـ"فيديو اليوم" على صفحة الموقع الذي يتابعه الملايين في أميركا والعالم.

المفاجأة التي شكّلتها هذه الخطوة لا تعود إلى قصور في القيمة الفنية للفيديو أو الموسيقى، بل إلى الصعوبات التي تواجهها عادةً الأعمال الفنية التي تتناول القضية الفلسطينية في الغرب حيث تمارس اللوبيات الصهيونية رقابةً صارمة وتنجح غالباً في منع أي عمل يتناقض مع الرواية الإسرائيلية لما حدث ويحدث في فلسطين.

يأخذ الفيديو فكرة "بسيطة" ويترجمها على مدة دقيقتين وخمس ثوان، ضمن مونتاج فني سريع يتضمّن بضع جُمَل مكتوبة تظهر على الشاشة، لتصل الرسالة بسرعة ووضوح دون أي التباس.

يبدأ العمل بجملة "اليوم، يبدو العام 1967 كأنه مر منذ دهر"،  تتبعها مباشرةً جملة "وأمور كثيرة تغيرت منذ عام 1967"،  فجملة "ولكن بالنسبة للفلسطينيين فإن الاحتلال لم يزل"، قبل أن يُختتَم العمل بجملة "لقد حان وقت الحرية".

الفيديو من مونتاج وتصميم جاكلين ريم سلوم (مخرجة فلسطينية سورية مقيمة في نيويورك) ومغني الراب الفلسطيني سهيل نفار. أما الموسيقى فمن تأليف فرقة "حاجز 303".

حصلت سلوم على جوائز عديدة عن أفلام وأعمال مختلفة، آخرها من مهرجان "ساندانس" للأفلام. من جهته، نفار ابن مدينة اللد في فلسطين المحتلة عام 1948، وأحد أعضاء فرقة "دام" لموسيقى الراب.

أما الفيديو فيتألف من مونتاج سريع لصور ولقطات لأحداث سياسية وثقافية مهمة عرفها العالم وتأثر بها منذ 1967، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط. وتعبر الصور على إيقاع يشدّ انتباه المشاهد ويتوقف لثوان كي نقرأ الجمل المذكورة أعلاه.

ونشاهد في الفيديو أيضاً صوراً أرشيفية لاحتلال فلسطين ثم للانتفاضة الأولى والثانية فالحرب الأخيرة على غزة، حيث تتوقف الموسيقى ولا نعود نسمع إلا صوت ألم ما بعد الانفجارات.

تبقى الموسيقى التي تنخرط في الأسلوب الذي عوّدتنا عليه فرقة "حاجز 303" (تأسست عام 2004 على يد التونسي "موشا" وابن بيت لحم الفلسطيني "يوش")، أي موسيقى إلكترونية تمزج الأصوات اليومية الحية والخشنة لحياة  الفلسطينيين تحت الاحتلال وتعيد توزيعها.

يبدو التمازج بين الموسيقى والصور مثيراً وجذاباً، خاصة لشريحة الشباب التي يخاطبها، علماً أنه يحمل في الوقت نفسه فكرته المعادية للاحتلال إلى جمهور أوسع. ورغم قوة الفيديو، إلا أنه يقع في إشكالية رئيسية لعدم إشارته إلى نكبة عام 1948 وقفزه إلى نكسة 1967 وكأنها بداية القضية الفلسطينية وكأن الاحتلال بدأ من هناك. 

دلالات
المساهمون