تزامن إعلان مليشيات اللواء الليبي خليفة حفتر انطلاق عملية عسكرية جديدة ضد العاصمة طرابلس، مع محاولات السعودية والإمارات ومصر البحث عن مخرج من المأزق الراهن بعد فشله في دخول طرابلس وإسقاط حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بعد نحو ثلاثة أشهر من المعارك، التي بدأها في إبريل/نيسان الماضي، في خطوة مفاجئة انقلب بها على الجهود الدولية الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة. وبحسب مصادر مصرية وليبية مطلعة، فإن هناك مخاوف لدى القاهرة وأبوظبي من تراجُع مناطق في غرب ليبيا عن دعمها العسكري لحفتر في عمليته الأخيرة، والتي مهّدت الطريق له للوصول إلى أطراف العاصمة، بعد حصولهم على مبالغ مالية ضخمة، في عمليات واسعة لشراء دعمهم المليشيات الموالية لمجلس نواب طبرق ضد حكومة فائز السراج، موّلتها الإمارات وبإشراف مباشر من مستشار الأمن الوطني، وشقيق ولي عهد أبوظبي طحنون بن زايد.
ويضيف المصدر، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أن "الانتكاسة كانت مفاجئة وغير متوقعة تماماً، وحملت تأثيرات سلبية على حلفاء حفتر في الداخل والخارج، خصوصاً أنها جاءت في وقت كانت مصر والإمارات توصلتا لاتفاقات مع قوى وأطراف دولية لدعم تحركاته، ومنحه فرصة، لفرض السيطرة على كامل الأراضي الليبية، والقضاء على المليشيات الإرهابية" بحسب تعبيره. ويؤكد، في الوقت ذاته، أن "أطرافاً في الإدارة الأميركية منحت ضوءاً أخضر، أو على الأقل يمكن أن نقول غضّت الطرف عن عمليات تسليح قوات حفتر أخيراً بعد تدخُّل مباشر من القيادة السياسية في مصر والإمارات". ويوضح أنه "بعد هزيمة حفتر الأخيرة في غريان، وما كاد أن يسببه من أزمة دولية لدولة مثل فرنسا، أخذت باريس خطوات في تخفيض دعمها له".