نزولاً في ما يبدو عند "نصيحة" السيسي، ها هو الأزهر يُسفر عن أولى "ثوراته الدينية" باستقباله الخميس المنصرم زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا، مارين لوبان، ابنة مؤسس "حزب الجبهة الشعبية" الذي عُرِف بعدائه للأجانب وللعرب والمسلمين بشكل خاص.
وغني عن البيان، الاستغلال السياسوي للزيارة من طرف لوبان التي تشقّ طريقها بنجاح، وسط مجتمع فرنسي بات يتنكّر لرصيده التنويري الذي عُرِف به.
وقد يلخص بيانا الأزهر اللذان تفاوتت حدتهما لأسباب غير معلومة، في دعوة أكبر الإسلاموفوبيين لمحاربة الإسلاموفوبيا، دون أن يفوته استغلال هذه المناسبة من أجل عرض "إسلام صحيح" على السيدة لوبان، مبرراً هذه الزيارة بـ "انفتاحه على مختلف التيارات"؛ وهو درس أولى بالأزهر أن يتخذه لنفسه.
تؤكد هذه الزيارة استمرار الانتفاع السياسي من الأزهر بوصفه مؤسسة دينية مؤثرة يجري توظيفها منذ عقود، وهو ما ظهر جليّا في الانقلاب الأخير.
على أن السؤال الذي يطل برأسه هو: كيف سيكون رد مسلمي فرنسا بعد هذه الزيارة، لا سيما وأنهم كانوا دائماً الحطب الأيديولوجي المُفضل لـ "حزب الجبهة الشعبية"؟