لماذا يعادي الإعلام المصري غزة؟

23 يوليو 2014
غضب شعبي على الإعلام المصري (الفرنسية/GETTY)
+ الخط -
بكثافة تناقل المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي النشرة الإخبارية الموحّدة التي بثّتها القنوات اللبنانية تضامناً مع قطاع غزة. أما السبب فهو المقارنة بين تعاطي القنوات اللبنانية مع العدوان على غزة، وتعاطي الإعلام المصري الذي شهد حالات تحريض "مخيفة" ضد الفلسطينيين.

 ويرى أستاذ الإعلام في "جامعة القاهرة"، محمود خليل، أن الإعلام المصري "فقد عقله في البداية، ثم فقد ضميره بعد ذلك". ويتابع شارحاً "مع بداية الحرب على غزة، صمت الإعلام المصري عما يدور في الأراضي المحتلة، ومع التضامن الشعبي والعالمي الجارف مع القضية الفلسطينية ومع ردود "حماس" المتتالية على قوات الاحتلال، لم يجد أمامه سوى اختزال القضية الفلسطينية في قطاع غزة. ثم اختزال القطاع في حركة "حماس"، ولعنها، على اعتبارها رافداً لجماعة الإخوان المسلمين".

وبالفعل شهدت الساحة الإعلامية خطاباً تحريضياً ضدّ الغزاويين وضد "حماس". ولعلّ أبرز المحرضين كانت أماني الخياط التي فصلت أخيراً من عملها بسبب شتم المملكة المغربية. كذلك توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين... وهو ما يراه خليل على أنه رضا صانع القرار في مصر عن هذا الخطاب الإعلامي، بدليل أن "الآلة السياسية في مصر تقبل سب ولعن قطر وتركيا وفلسطين على الفضائيات المصرية، ولا ترضى ذلك من مذيعة تشتم المغرب".

لا يمكن لأستاذ الإعلام أن يقيّم أداء الإعلام بمنأى عن الأداء السياسي في مصر، خصوصاً أن الإعلام المصري يحكمه قانونان: الأول هو أن "الإعلام، ابن السلطة السياسية، والثاني، أنه ابن السياق العام يتغيّر وفق التغيّرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

لكن ليست هذه الأسباب هي الوحيدة للهجوم على حركة "حماس" في الإعلام المصري. بل إن رفض المقاومة الفلسطينية للمبادرة المصرية زادت الطين بلة.
يختتم محمود خليل تحليله لمضمون الرسالة الإعلامية المصرية، قائلا "تطهير الإعلام، كان من أهم مطالب الشعب في ثورة 25 يناير، ولكن الإدارة السياسية تناست هذا المطلب، لأنها تعلم أن الإدارة الإعلامية، ما هي إلا انعكاس للإرادة السياسية، وتحديداً مؤسسة الرئاسة".

المساهمون