لماذا ليس على جماهير "البرسا"الندم على رحيل فابريجاس وسانشيز؟

06 نوفمبر 2014
ثنائي البرسا في البريميرليج (العربي الجديد)
+ الخط -

يجلس المشجع الكتالوني متحسراً أمام ما يشاهده في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث يتألق لاعباه السابقان سيسك فابريجاس وأليكسس سانشيز رفقة فريقيهما الجديدين تشيلسي وآرسنال على الترتيب، ويتساءل .. لماذا لم يلعبا هكذا معنا ؟

تساؤلات مشجع البرسا جاءت بعد أن ساهم سيسك فابريجاس، بقوة، في تحسين مستوى تشيلسي، كما صنع عديد الأهداف لزملائه، في حين بدأ أليكسس سانشيز الموسم ببطء، قبل أن تنفجر ماكينته التهديفية في الأسابيع الأخيرة، حتى بات معشوق جماهير، آرسنال والرجل الذي يُعتمد عليه من قبلهم.

وفي الواقع، إن عدة لاعبين قد مروا بنفس التجربة، فقد كانوا متألقين جداً مع أنديتهم قبل أن يأفل نجمهم مع النادي الكتالوني، ومن ثم عادوا للتألق، كما هو الحال مع زلاتان إبراهيموفيتش على سبيل المثال، في حين لم يجد أليكساندر هليب وتييري هنري الوقت اللازم لاستعادة ما فاتهم من انخفاض حاد في المستوى كهليب، أو انخفاض نسبي في المستوى كهنري، في حين جاهد دافيد فيا كثيراً ليبقى على مستواه مع البلاوجرانا، في حين لم يحاول إبراهيم أفيلاي تقريباً لينقذ مسيرته بعد انتقاله متألقاً من آيندهوفن، وتحوله للاعب حبيس المدرجات، ولن نقول حبيس دكة الاحتياط في ملعب كامب نو.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه.. هل كان من الممكن الإبقاء على أليكسيس سانشيز؟ الواقع يقول إن سانشيز كان من الممكن أن يبقى في حالة عدم جلب لويس سواريز لصفوف البرسا، فقد كان هناك شبهة احتمال للبناء على ما أنجزه في نهايات الموسم الماضي عندما عاد للظهور بشكل جيد جداً.

فبيدرو رودريجيز لن يكون خروجه سهلاً لاعتبارات نشأته في النادي، أما السبب الأهم في كون خروج سانشيز هو الأكثر واقعية من بيدرو، يكمن في أن الأخير قانع بدور اللاعب الاحتياطي للثلاثي الهجومي الذي من المستحيل أن يتم الاستغناء عن أحدهم، في حين لم يكن لأليكسس سانشيز أن يقبل بتراجع دوره وتحوله للاعب احتياطي مستمر، يشارك لدقائق في المباريات المهمة، كما أن برشلونة كان يريد بيع لاعب كسانشيز كجزء من تمويل صفقة لويس سواريز، في حين لم يكن ليجمع قدراً كبيراً من المال في حالة بيع رودريجيز غير الراغب أصلاً في الرحيل، عكس سانشيز.

أما سيسك فابريجاس، فإن تجربته كلاعب وسط بدلاً من تشافي لم تُظهر نجاحاً كبيراً، وكذلك لم يكن ليقبل أن يجلس احتياطياً لفترات طويلة جداً، وهو أمر كان متوقعاً مع قدوم إيفان راكيتيتش وعدم قبول الأجواء الكتالوني حتى الآن لفكرة إجلاس أندريس إنييستا احتياطياً، رغم تراجع مستواه، بل إنه من كان يُنتظر أن يقبل تشافي -الذي كان قريباً من ترك الفريق من الأساس- بدور ثانوي في الفريق، إذ أظهر ضيقاً واضحاً من جلوسه احتياطياً في بداية الموسم، ودعمته الصحف الكتالونية حتى بدا أن لويس إنريكي قد انصاع نوعاً ما وعاد للاعتماد عليه. فأين كان فابريجاس من كل هذا؟ وهو الذي كان احتياطياً لتشافي وإنيستا في الموسم الماضي، أو يضطر ليكون لاعباً ثالثاً في خط الهجوم فما بال القارئ بانضمام المزيد من لاعبي الوسط كراكيتيتش ورافينيا وألكانتارا؟

إذاً لماذا لم يظهر سانشيز وفابريجاس بقمة مستواهما مع برشلونة؟ الأمر واضح، فأسلوب لعب البرسا بات معقداً في السنوات الأخيرة، ولم يعد من السهل أن ينسجم كل اللاعبين معه، كما أن لاعباً مثل أليكسيس سانشيز يحتاج لمساحات كبيرة في اللعب، وهو أمر لا يظهر كثيراً مع أسلوب لعب البلاوجرانا الذي يعتمد بشكل أساسي على السيطرة على الكرة، ما يفرض على الخصم التراجع لا إرادياً لعجزه عن استعادتها بسهولة وهو ما يشكل مشاكل للاعب يعتمد على السرعات والمساحات كالدولي التشيلي.

الخلاصة، أليكسيس وفابريجاس لم يكونا في قمة مستوياتهما مع برشلونة، تألقا في فريقيهما الجديدين لأنهما جاءا لشغل مراكز تلك الفرق كانت في أشد الاحتياج لسد فراغها، فأرسنال عانى كثيراً من غياب اللاعب الهداف، بينما كان ليونيل ميسي يسد هذه الحاجة الضرورية، وازداد سد هذه الحاجة بوصول نيمار ثم سانشيز، بينما احتاج تشيلسي بشدة للاعب وسط في القلب قادر على تقديم مساهمات هجومية ضرورية بعد أن كان كلٌ من راميريس وميكيل وماتيتش عاجزين عن تقديم هذه المساهمة، في حين يتمتع برشلونة بعدد من اللاعبين من نفس الطراز، وفابري نفسه لم يكن الأكثر نجاحاً بينهم.

المساهمون