لماذا غاب نجوم العالم عن مهرجان القاهرة السينمائي؟

13 نوفمبر 2014
الفنان خالد النبوي في افتتاح المهرجان (الأناضول)
+ الخط -
"مهرجان بلا نجوم يعني مهرجانا بلا جمهور"، هكذا تصف الناقدة الفنية، ماجدة خير الله، الغياب شبه الكامل لنجوم السينما العالميين، سواء كانوا مخرجين أو ممثّلين، عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وغيابهم عن حفل الافتتاح.

وأعلن الناقد الفني ورئيس المهرجان، سمير فريد، أنّه لن يدعو أيّ نجم عالمي "لمجرّد التصوير على السجّادة الحمراء"، وأنّ من سيحضر من النجوم الأجانب "لا بدّ من أن يكون له فيلم ينافس في إحدى مسابقات المهرجان".

وأضاف فريد متهكّماً خلال مؤتمر صحافي، قبل أيّام من افتتاح المهرجان، الأحد الماضي: "عايزيني (تريدونني) أستضيف نيكول كيدمان"!!، في إشارة إلى صعوبة استضافة نجمة عالمية بحجم الممثلة الأسترالية، نيكول كيدمان، الحاصلة على أوسكار أفضل ممثّلة عن فيلم "الساعات The Hours".

وانتقدت خير الله تصريحات رئيس المهرجان، وقالت في حديث مع"الأناضول": "كنقّاد نعلم جيّداً أنّ المهرجانات لا تنجح باستضافتها النجوم فقط. ومع ذلك كانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي تحرص في الدورات الأخيرة من عمر المهرجان على استضافة نجوم عالميين، كسلمى حايك، وصمويل جاكسون، ولوسي لو، لإعطاء المهرجان زخما دوليا".

وأبدت خير الله عدم اقتناعها بما ساقته إدارة المهرجان في هذا السياق من مبرّرات قائمة على توفير النفقات المادية، التي يتكبّدونها نظير استضافة مشاهير السينما في العالم. وأوضحت أنّه "كان في الإمكان الخروج من هذا المأزق عن طريق تسليط الضوء على نجوم الأفلام المشارِكَة، كالنجم الفرنسي من أصول جزائرية طاهر رحيم".

لكن، وبحسب خير الله، لم تنتبه إدارة المهرجان إلى هذه اللفتة البسيطة، فيما ركّزت كلّ اهتمامها على نجوم مصر المحليين، كيسرا، وليلى علوي، رغم عدم تقديمهما أفلاماً سينمائية منذ سنوات.

واعتبرت خير الله أنّ الدورة 36 في أيامها الأولى خرجت باهتة وفقيرة للغاية، إلى درجة بدت معها المهرجانات السينمائية الخليجية الوليدة أكثر بهاءً من مهرجان القاهرة الأعرق في الشرق الأوسط.

واختتمت خير الله كلامها بالإشارة إلى أنّ "المهرجانات الأضخم في العالم، كبرلين وفينيسيا ومهرجان كان، دائما تحرص إداراتها على استضافة أبرز نجوم السينما في العالم، حفاظاً على مكانة المهرجان". وتساءلت: "لا أعلم كيف تجاهلت إدارة مهرجان القاهرة أمراً كهذا؟".

بدوره، اختلف الناقد الفني، رامي عبد الرازق، عضو لجنة المشاهدة في المهرجان، ومدير البرنامج اليوناني، مع انتقادات خير الله جملة وتفصيلا: "الاهتمام بدعوة نجوم الغرب بهذه الدرجة المبالغ فيها كان آفة المهرجان، التي أضرّت به كثيراً طوال الدورات السابقة من عمره".

وأضاف في حديث مع"الأناضول": "كما لعب الإعلام المحلي دوراً كبيراً في تنامي هذه الآفة، بتسليطه الضوء على هؤلاء النجوم، طوال الوقت، والاكتفاء بالحديث عنهم بدلاً من الحديث عن أفلامهم. لذلك كان غالباً ما يؤثّر الاهتمام بنجوم المهرجان على جودة الأفلام المنتقاة للعرض، ضمن فعالياته، وهو أمر تلافيناه تماماً في الدورة القائمة".

وتساءل: "أيّهما أفضل؟ أن تتكبّد إدارة المهرجان 50 ألف دولار لاستضافة نجم عالمي واحد بين تكاليف إقامته وسفره هو والمرافقين؟ أم أن نوجّه هذه الميزانية الضخمة لشراء حقّ عرض أفلام عالمية جيّدة وترجمتها إلى العربية في محاولة لاستهداف شريحة أكبر من الجمهور المصري؟".

ورفض الناقد الشاب مقارنة مهرجان القاهرة السينمائي بالمهرجانات الخليجية قائلا: "كلّ المهرجانات السينمائية التي تُقام في المنطقة مهرجانات وليدة أقدمها أتمّ عامه الـ11 مؤخّرا. لذلك من الطبيعي جدّاً أن يلجأ القائمون عليها إلى دعوة نجوم العالم، وتحمّل الميزانيات المادية الباهظة، التي يتطلّبها حضورهم بهدف الترويج للمهرجان وتعريف العالم به".

كما رفض مقارنة مهرجان القاهرة بمهرجانات برلين وفينيسيا وكان، قائلا: "لهذه المهرجانات طبيعة خاصة جدّاً لا ينافسها فيها أحد. فنجوم العالم هم الذين يتهافتون على حضور فعاليات هذه المهرجانات، وليس العكس، لما تتمتّع به من إمكانيات وجماهيرية ضخمة من بقاع الأرض كلّها".

المساهمون