وقال في كلمة متلفزة اليوم الجمعة، "الأميركيون يتدخلون بأي تحرك يحصل في العالم، هم يسارعون إلى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح المحتجين، وهم ينظرون للتظاهرات على أنها أدوات للضعط على إيران".
وأضاف "افترض الأميركيون بأن التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد إيران، مع العلم بأنه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بإيران، كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية، هم افترضوا منذ اليوم الاول أن هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد حزب الله".
وأشار نصر الله إلى أن " هناك تصريحاً مضحكا لوزير الخارجية مايك بومبيو يتحدث عن مساعدة اللبنانيين لإخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم، وهذا يدل على التفاهة والسخافة الأميركية في مقاربة هذا الموضوع". ورأى أن "الإدارة الأميركية، والحكومة الإسرائيلية من خلفها، تمارسان ابتزازا بحق الشعب اللبناني، والمعادلة واضحة بالتخلي عن قوة لبنان"، وقال: "لقد قد وضعنا بين خيارين بين الجوع الأكيد والنهوض المحتمل".
وعن الشأن الحكومي، قال نصر الله: "منذ الأيام الاولى، قلت كلاما واضحا أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، وذكرت الأسباب، ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وأن ذلك ليس في مصلحة لبنان، نتيجة الوضع المعيشي والمالي، ولا يحتمل الفراغ".
ولفت إلى أن "كل من لديه مشكلة ما ويتظاهر ويحتج، عليه ألا يسمح للأميركي بأن يستغل تحركاته"، وقال: "بعد أيام من كلمتي استقال رئيس الحكومة، وبعد شهرين نرى أن هناك مشكلة تكليف وتأليف وهذا واقع الحال اليوم ، نأمل أن تحصل الاستشارات يوم الاثنين ونأمل أن يحصل تكليف من تختاره أكثر الأصوات، ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين. كان من الأفضل أن تبقى الحكومة وأن تبقى التظاهرات، وهذه الوضعية الأفضل، لأنها كانت ستشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم بإجراءات إصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني".
وأضاف: "لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع، لما وصلنا إلى كل ما وصلنا إليه اليوم. عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الأول في لبنان عن الجوع، بل تحول الحديث إلى الحكومة وشكلها واسم رئيسها ومطالب القوى المختلفة، وذهب البلد إلى مكان آخر لا صلة له بأسباب نزول الناس إلى الشارع. ومن يومها إلى الآن، بدأ غلاء الأسعار وتهديد الناس في الدواء والاستشفاء وأزمة الودائع والسرقات والصدامات وإلقاء نفايات على أبواب المسؤولين وضرب موسم الأعياد، وتراجعت الثقة في البلاد".
وتابع: "مع استقالة الحكومة، لم يعد هناك من يستجيب للمطالب ومن يستطيع اتخاذ الإجراءات. بعد استقالة رئيس الحكومة، اعتبر البعض في الحراك أنه إنجاز لهم، لكن ذلك كان ضياعا للوقت، فتم تعطيل المؤسسات التي يجب أن تقوم بالإصلاحات"
كما أشار إلى أن "أي حكومة، كي تعالج الوضع، تحتاج إلى الاستقرار الداخلي، فكيف لحكومة اللون الواحد أن تعالج أزمة بهذه الخطورة، لافتا إلى أن "الأزمة في حاجة إلى تكاتف الجميع، وهذا لا ينسجم مع حكومة اللون الواحد"، وقال: "إن حكومة اللون الواحد من فريقنا أو الفريق الآخر هي خيار غير مناسب ولا تساعد على إنقاذ البلد".
واعتبر أن "هناك مخاطر خارجية أيضا لحكومة اللون الواحد".
وأضاف: "الخياران الثالث والرابع يقومان على حكومة الشراكة الوطنية، وهناك من طرح أن يشارك الحراك في الحكومة، فلا مشكلة لنا في ذلك. النقطة المشتركة بين الخيارين الثالث والرابع، هي حكومة الشراكة وتنسجم مع تحمل الجميع للمسؤولية وتهدئة الشارع. والخيار الثالث: حكومة شراكة يرأسها سعد الحريري، والقول إننا متمسكون بهذا الخيار غير صحيح والدليل أن الخيار الرابع هو حكومة برئاسة شخص غير الحريري. الخيار الثالث لم يتحقق لأن الحريري طرح شروطا وجدها فريقنا السياسي غير صحيحة، وهي في بعضها إلغائية ولهذا انتقلنا إلى الخيار الرابع.
ودعا نصر الله اللبنانيين إلى "المزيد من الصبر، والمزيد من الوعي"، قائلًا إنه "حتى الآن نجح الناس في ألا يستدرجوا إلى المواجهة الخطرة"، نافيًا أن يكون "حزب الله" و"حركة أمل" قد اعتدوا على المتظاهرين، قائلًا إنهم "لم يتخذوا أبدا قرارا من هذا النوع، بل مارسنا ضبطًا كبيرًا لشارعنا".
وكانت "الأناضول" قد نقلت عن مصدر مقرب من رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، اليوم، إنّ الاستشارات النيابيّة ستكون في موعدها المتفق عليه في 16 ديسمبر/كانون أوّل، في قصر بعبدا الرئاسي، بعد يوم من إعلان رئيس "التيار الوطني الحر"، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جبران باسيل، عدم المشاركة في حكومة تكنوسياسية بمشاركة سعد الحريري، ما أثار شكوكا حول إمكانية عقد الاستشارات النيابية في موعدها.