لا عيد للسوريين

24 يونيو 2017
حفل إفطار لمواطنين سوريين بالغوطة الشرقية منذ أيام(ضياء الدين/الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من صمود هدنة تخفيف مناطق التوتر ومساهمتها في الحد من القتل في سورية، إلا أن السوريين استقبلوا عيد الفطر بكثير من المنغصات التي عكرت فرحتهم للعام السابع على التوالي، سواء لناحية عدم وضوح الرؤية لما يخطط لمستقبلهم أو لناحية المشاكل التي تفتعلها الجهات المسيطرة على كل منطقة من الأراضي السورية. ففي مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده تلك المناطق، بسبب انحسار المعارك والاشتباكات وغياب الطيران عن الأجواء إلا أن المدنيين في تلك المناطق لم يسلموا من خطر المفخخات والعبوات الناسفة في الأسواق وفي أماكن التجمعات العامة، والتي كان من شأنها أن تعكر صفو عيدٍ كانوا يأملون بأن يكون العيد الأكثر هدوءا في مناطقهم منذ خمس سنوات.

وفي مناطق سيطرة المليشيات الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، شمال شرق سورية، لم تسمح تلك المليشيات للأهالي بأن يستكملوا ما تيسّر من فرحة العيد بلقاء أقاربهم. وأصدرت قرارات بمنع أي مواطن من سكان تلك المناطق، كان قد لجأ إلى تركيا بسبب ظروف الحرب، من قضاء إجازة العيد مع أهلة وأقاربه، ما لم يكن قد قرر العودة بشكل نهائي إلى بلده. أي أن القوات الكردية لم تأذن لأي زائر آتٍ من تركيا بالدخول إلى مناطق سيطرتها، وأجبرته على العودة إلى الأراضي التركية، الأمر الذي حوّل العيد إلى مصيبة لدى الكثير من العائلات التي سافر بعض أبنائها لقضاء إجازة العيد في سورية.

وفي مناطق سيطرة تنظيم "داعش" لا يزال المدنيون هم المتضرر الأكبر من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم ولا يزال العدد الأكبر من الضحايا هم من المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر بسبب تدمير كل البنى التحتية وبالتالي غياب الحد الأدنى من الخدمات. وفي مناطق سيطرة النظام السوري لا يختلف وضع المواطنين كثيراً عن وضعهم في باقي المناطق لناحية الغلاء وعدم القدرة على تأمين متطلبات العيش أو حتى الحصول على الحد الأدنى من مستلزمات العيد، فضلاً عن انتشار الحواجز الأمنية التي تعرض الكثير من أبنائهم لخطر الاعتقال بأية لحظة وإفساد فرحة العيد.

المساهمون