في سياق آخر، يقدّم الفنان التشكيلي المغربي محمد الطبال (1959) معرضه الجديد بعنوان "الكناوي الحالم" في رواق "بي إس" في الدار البيضاء، والذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الماضي، ويستمر حتى الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري.
تتكئ تجربة الطبال على الفن الفطري من خلال العفوية في الرسم والتلوين واعتماد التبسيط في تكويناته التي تبتعد عن الرسم الأكاديمي وأبعاد تشريح الجسد الإنساني، وتركيزه على ثيمات تراثية حيث يصّور الحياة اليومية والأعراس والأدوات الخزفية والأزياء التقليدية التي تشكّل مواضيع أساسية في أعماله، لكنه يلجأ إلى تصويرها في عوالم فانتازية.
يضمّ المعرض أربعين لوحة تجسّد طقوس الكناوة، وتحتشد بالعناصر والأشكال حيث تبدو مثل بانوراما تتكوّن من مشاهد متعدّدة، متسقة في ما بينها وفق إيقاع يوحّدها حيث تتحرّك وترقص، فتظهر في بعضها حيوانات وطيور مختلفة، وقارع الطبول، وأيقونات ورموز من التراث الأفريقي.
تذهب بعض الأعمال إلى تجريدية تعبيرية عبر رسم شخصيات غير مكتملة ومتداخلة مع بعضها بعضاً، مع استبدال عيونها بدوائر مخططة، أو استبدالها بشكل يعكس أجواء غرائبية في العمل.
يستحضر الفنان خيالات وقصصاً شعبية ويبثها في لوحاته، والتي تبدو كأنها سرد بصري موازٍ لشخصية أساسية هي الكناوي الأفريقي "الزنجي" عبر تتبع ملامحه وحركاتها وأسلوبه واستعراض علاقته بآلاته الموسيقية وبمحيطه الذي قد يكون وسط حلقة كناوة أو في الغابة أو في مشاهد عادية يومية.
يُذكر أن محمد الطبال من مواليد مدينة الصويرة، وأقام معارض عدّة في فرنسا وسويسرا وبلجيكا إلى جانب مشاركاته الدائمة في معارض محلية.