كنائس الشرق: الحفاظ على المكون المسيحي ورفض التطرف

08 سبتمبر 2016
الجمعية دعت لوقف النزاعات وتحقيق السلم بالمنطقة (العربي الجديد)
+ الخط -
اختتمت، اليوم الخميس، الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث عبّرت عن رفضها "كلّ أشكال التطرّف والإرهاب والإقصاء والتكفير"، داعية إلى "الحفاظ على المكون المسيحي في الشرق الأوسط، من خلال مواقف تترجم عملياً"، كما طالبت "أصحاب القرار محلياً وإقليمياً ودولياً بوقف النزاعات وتحقيق السلم في المنطقة ومساعدة المتضررين".

ولفت البيان الختامي للجمعية العامة، التي عقدت تحت شعار: حمدوا الرب لأنه صالحٌ، إلى الأبد رحمته"، إلى "التحولات الديموغرافية الخطيرة والمصيرية التي تعيشها المنطقة، والتي تجلّت في تصاعد موجات الصراع والعنف والتطرف والظلامية والإرهاب والتطهير العرقي والديني والتهجير بطرق إلغائية ودموية"، مشدداً على أن "تلك التحولات، وما نتج عنها من صراعات، يدفع المدنيون الأبرياء من مسيحيين وغير مسيحيين ثمنها، ما يهدّد كيان الدول وسلامة المجتمعات ونسيجها البشري المتنوّع وحياة أبنائها".

وفي وقت عبرت الجمعية العامة عن تقديرها وتفاؤلها بالمبادرات الصادرة عن مؤسسات ومرجعيات إسلامية في المنطقة، والتي ركزت على رفض التطرف والعنف، عبرت عن أملها بترجمة المواقف والمبادرات بخطوات عملية.

أعاد البيان التنديد، وبشدة، بما اعتبره "مذابح الإبادة التي ارتكبَتْها الإمبراطورية العثمانية التركية عام 1915 بحقّ الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم ومسيحيي جبل لبنان، واقتلاعهم من جذورهم في أرض الآباء والأجداد، وتهجيرهم".

وطالبت في البيان "أصحاب القرار محلياً وإقليمياً ودولياً بالتدخل لوقف الحرب، والامتناع عن إمداد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وتأمين حلّ سلمي للأزمة في سورية، يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية ضمن دولةٍ مدنية"، كما طالبهم بـ"تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجَّرين إلى بيوتهم آمنين، وخاصةً مسيحيي الموصل وسهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكّانها الأصليون".

دعت الجمعية إلى شجب "أعمال الإبادة والتطهير العرقي والديني والاقتلاع من الجذور التي تعرّض ولا يزال يتعرّض لها المسيحيون مع سواهم من المكوّنات في الشرق"، محملة الدول العربية والأسرة الدولية مسؤولياتها في مساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الدعم المطلوب لهم داخل أوطانهم وفي الدول المضيفة.

وحثت على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقصى سرعةٍ، ليعود إلى المؤسّسات الدستورية انتظامُها، مؤكدة "ضرورة دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، بحسب مقرّرات الأمم المتّحدة".

كما ناشدت المرجعيات الدولية لـ"تكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، لاسيّما مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنّا إبراهيم، وكذلك الكهنة والمدنيين".

وفي ختام أعمال الجمعية، التي استمرت ثلاثة أيام، انتخب المشاركون أربعة رؤساء جدد يمثلون العائلات الكنسية الأربع التي يتألف منها المجلس، وهي العائلة الأرثوذكسية الشرقية، والعائلة الأرثوذكسية، والعائلة الإنجيلية، والعائلة الكاثوليكية، كما تم انتخاب أمين عام للمجلس.

وشارك في الجمعية العامة، التي عقدت لأول مرة في الأردن، جميع رؤساء كنائس الشرق الأوسط، يمثلون الأردن والعراق وسورية وفلسطين وقبرص ولبنان ومصر وإيران، إلى جانب أعضاء الجمعية العمومية الممثلين للعائلات الكنسية الأربع، إضافة لمشاركين من كنائس غربية ومؤسسات عالمية.



المساهمون