كلّما حَلَلْتَ أحجيةَ باب

03 نوفمبر 2016
أدامتشيك لوتَر / ألمانيا
+ الخط -

فخّ

سَ
أبني فرنًا بحجمِ بحرْ
أذيبُ فيهِ آلاتِ الموتِ الّتي اخترعْناها لنتخلّصَ منّا
أصنعُ منْها خواتمَ للأشجارْ
وأساورَ للعصافيرِ
ناعمة
.

سَ
أجمعُ بياناتِ الدّمِ الّتي كتبْناها منْ أجلِ الرّبّ
أهديها للأطفالِ ورقًا أبيضْ
حتّى يخربشوا عليْها
أوّلَ كلامِهم
.

سَ
أهدمُ الأسقفَ والحيطانْ
أطحنُ منْ سوادِها
كُحْلًا لرمشِ السّماء
.

سَ
أسرقُ منَ النّوافذِ حديدَها
أدلّيهِ مراجيحَ لحناجرَ
لمْ تُغَنِّ بعد
.

سَ
أُغْرِقُ الخريطةَ في وعاءٍ مليءٍ
بالكلورْ
فتزولُ كلُّ الأشكالِ
والألوانِ النّتنة
.

سَ
أحذفُ اللّغةَ والصّورَ منَ الذّاكرة
كيْ نبدأَ كلَّ شيءٍ
منْ جديد
.

فإنْ لمْ أنجحْ
سَ
أنصبُ فخًّا للإنسانْ
كيْ أخلّصَ العالمَ
منْ فخاخِه


علبة

بردٌ
إلّا منْ دمٍ يجري في مساراتِ السّؤالْ
صمتٌ
إلّا منْ كلامٍ في السّدى السّحيقْ
عتمةٌ
إلّا منْ حريقٍ في
العميقِ
العميقْ

كلّما فَكَكْتَ عقدةَ علبةٍ
صَغُرَ وجودُكَ في علبةٍ أعتى

كلّما حَلَلْتَ أحجيةَ بابٍ
خرجتَ إلى
انغلاقْ

إنّها الحيطانُ
محبوسةٌ بِكَ عنِ الخارجِ المجهولْ
تحاولُ ملامحَها عليْكَ بأصابعِ الجدوى
وتغفو حينَ تملؤُكَ بِها
بِلا
ج
د
و
ى

إنَّها اللّغةُ
يتّسعُ ضيقُها كلّما اتّسعتَ
لتنأى في العقيمْ
تقولُها
تعيدُ ذاتَكَ
تعيدُكَ
سُدًى منَ التّردادْ

إنَّها يدُكَ
تخوضُ فيما ليسَ فيكْ
تتّسخُ باللّا شيءِ
تُنْقِصُكَ كلّما
زداتْكْ

إنّها الحيطانُ اللّغةُ يدُكَ

إنّها
أنتَ
العلبةُ

حرّرْكَ منْكَ
تَصِلْكْ


* شاعر من فلسطين والقصيدتان من "لولا أنّ التفّاحة"، وهي مجموعته الأولى الصادرة هذه الأيام عن "الأهليّة للنشر والتوزيع" في عمّان. ولوحة أدامتشيك لوتَر المنشورة هنا مع القصيدتين هي لوحة غلاف الكتاب.

المساهمون