استمع إلى الملخص
- تتناول لوتز موضوعات مثل الحوار، الحدود، التطور الرقمي، والتواصل بين البشر، وتقدم أعمالاً فنية متنوعة تشمل لوحات، منحوتات، مقاطع فيديو، وأعمال صوتية.
- تسعى لوتز إلى كشف ما هو مخفي في زوايا الرؤية العمياء، مشجعةً على فهم أعمق للعالم من خلال استراتيجيات تتجنب النظرة السطحية.
بسؤال "ما هذا؟"، وهو عنوان معرضها المُقام في "متحف الملكة صوفيا" بمدريد حتى الثاني من أيلول/ سبتمبر المقبل، تُحاوِل الفنّانة الإسبانية النمساوية إيفا لوتز (فيينا، 1940) الإشارة إلى طريقة معيّنة لفهم نشاط الفن. هذه الطريقة هي منح الكائن الإنساني الحرية لمساءلة العالَم وأشيائه من الصفر.
تعرض لوتز مجموعة مُختارة من أعمالها التي تبرّعت بها مؤخّراً للمتحف، إضافة إلى تركيبات اشتغلتها في السنوات الأخيرة، وأُخرى نُفّذت خصّيصاً للمعرض: لوحات ومنحوتات وتركيبات ومقاطع فيديو وسلاسل صور فوتوغرافية وأعمال صوتية تُقدِّم جميعُها فكرة شبه كاملة عن مشروع الفنّانة الذي لا يمكن فهم المَشهد الفنّي المعاصر في إسبانيا من دون التوقّف عنده.
يمكن تفسير كلّ عمل أو قطعة أو لوحة في القاعة بوصفه سؤالاً تُوجّهه الفنّانة إلى العالَم من أجل إعادة بناء مفهومات وأفكار راحت تتغيّر بسبب العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إنّها أسئلة راهنة حول مجتمعاتنا تمسّ جوهر الوجود الإنساني. الحوار، الحدود، التطوّر الرقمي، إعادة التفكير في طرق التواصُل بين البشر والكائنات الأُخرى، المناطق الخاضعة للديناميكيات الاستعمارية؛ كلّها موضوعات تتحرّك في أعمال لوتز التي وصلت إلى مدريد عام 1965.
كيف يمكننا الوصول إلى ما هو مخفيّ في زوايا الرؤية العمياء؟
إضافة إلى هذه الموضوعات والأسئلة، يثير المعرض تساؤلات عن الرؤية المُعاصرة للفنّ وطرق التأويل والتفسير السائدة، والتعرّض المُفرط للصور واللوحات؛ خصوصاً في ظلّ تأثير الثقافة الرقمية والاستهلاكية، وعواقب ذلك على المتلقّي وعلى التجربة مع الأشياء المحيطة.
ضمن هذا المعنى تطرح الفنّانة سؤال: كيف يمكننا الوصول إلى ما هو مخفيّ في زوايا الرؤية العمياء؟ قد يكون الجواب في عملها الموسوم بـ"قناة إيزابيل الثانية"، حيث تُقدّم الفنّانة مقترحات لتجنّب النظرة الأمامية المباشرة والسطحية التي تحجب رؤية الأشياء ببعدها الحقيقي. إنّها استراتيجية أولئك الذين جرى إبعادهم وإقصائهم تاريخياً من المتن، إلى هوامش الثقافة، مثل النساء. "إن قراءة العالم والنظر إليه بهذه الطريقة الجانبية، سيسمح لنا، بفهم كلّ ما هو مخفي، ومُعتم. فمن المناجم المُعتمة تُستخرج المواد الخام التي تدعم أسلوب حياة مجتمعاتنا".
هكذا تُصرّ الفنانة الإسبانية النمساوية على استخراج وإظهار ما تخفيه المجتمعات من آثارٍ سلبية، واضعة إيّاها في مواجهة الفعل الإنساني الذي تسيطر عليه الأفكار المسبقة، والأيديولوجيات السياسية، والخطابات الزائفة، مشجّعةً في الوقت نفسه على الدخول في نسيج العمل الفنّي، كمكان جميل يمكن أن يجمع البشر.
إيفا لوتز إحدى أبرز التشكيليّين في إسبانيا، تنتمي إلى جيل الفنّانين الذين جدّدوا المشهد النحتي في السبعينيات والثمانينيات، من خلال مقاربات أعطت الأولوية للحرفية وعملية العمل الفنّي. فازت بـ"الجائزة الوطنية للفنون التشكيلية" عام 1994، وشاركت في العديد من المعارض في نيويورك وباريس وفيينا والبندقية والمكسيك وغيرها.