كتابة قصصيّة تكسر التحيُّز في المناهج الدراسيّة

01 مايو 2015
مشروع الكتابة البديلة (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت المشاركات القصصية تظهر على موقع "كم كلمة" الإلكتروني ضمن مشروع كسر الكتابة النمطية المتحيّزة ضد المرأة في مناهج التعليم.

فقد دعت منصة "كم كلمة" الإلكترونية، اليوم الجمعة، للانضمام إلى مشروع الكتابة القصصية البديلة التي تكسر النمطية والتحيّز الجندري لصالح الذكور على حساب النساء، الذي يستمر طوال شهر مايو/ أيار الجاري، سعياً نحو جعل المدارس أماكن خالية من النماذج المقولبة ومناهج مدرسية مدركة لمسألة المساواة بين الجنسين.

وأوضحت العضو المؤسس في "كم كلمة"، نسرين مكوك، أنه "بعد شهرين على إطلاق المنصة التفاعلية، كم كلمة، وجدنا أنه من المفيد كتابة قصص تكسر الأفكار النمطية المعتادة التي تبرز دور الرجل على حساب دور وموقع المرأة، بالاستناد إلى نتائج دراسة أجراها المركز التربوي للبحوث والإنماء اللبناني بالتعاون مع اليونيسكو التي أظهرت مدى تحيّز المناهج الدراسية في لبنان على حساب موقع المرأة الفاعل والمؤثر".

وأشارت مكوك، لـ"العربي الجديد"، في لقاء عقد في بيروت، وضم الكتّاب والمشاركين في الكتابة على الموقع، إلى أن التوصيات التي خلصت إليها الدراسة التي اعتمدت على تحليل مضمون 111 كتاباً تعليمياً من المنهج اللبناني، والتي دعت إلى تعميم المعرفة بأن الأطفال الإناث والذكور يتمتعون بقدرات متساوية جسدياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، إضافة إلى ترسيخ صفات المثابرة والشجاعة والقوة الجسمانية على أنها تليق بالبنات كما تليق بالذكور، كانت دافعاً لاعتماد موضوع كسر التحيّز في الكتابة القصصية في منصة كم كلمة في شهر مايو الجاري.

أما علاقة الكتابة القصصية عبر"كم كلمة" بالمناهج التعليمية والتحيز الجندري الواضح فيها، فأوضحت مكوك أن العديد من المدرسين والمعلمين باتوا يستخدمون القصص المكتوبة في "كم كلمة" لقراءتها لتلامذتهم ومناقشتها في الحصص الدراسية، مشيرة إلى أن الهدف هو توسيع العلاقة بين الهيئات التعليمية وقصص "كم كلمة"، على أمل أن يؤدي ذلك إلى خلق نقاشات تؤدي إلى استثمار المواضيع المطروحة ضمن العملية التعليمية.

وتقول نسرين: "لن ننتظر حتى تتغيّر المناهج. نحن سنوفر المواد بين أيدي الأساتذة والمربين للتأكد بأن الناشئة والجيل الجديد يطلعون من خلالها على كتابة قصصية مغايرة لتلك التي يدرسونها تؤكد على المساواة بين الجنسين".

وبيّنت مكوك أن "الرسائل المبطنة في الكتب الدراسية عن التّحيّز الجندري هي من أبرز عراقيل المساواة بين الجنسين في مجال التّعليم"، مؤكدة أن "الصور النمطيّة لتوزيع الأدوار بين النّوعين الاجتماعيّين يؤثّر على نظرة كلّ من الفتيات والفتيان لأنفسهم، كما يحدّ من تقييمهم لذواتهم ولقدراتهم الحاليّة والمستقبليّة"، مشيرة إلى أنه "غالباً ما تنحصر أدوار الذّكور بالأمور المتعلّقة بالنّبل والشّهامة أو بالأمور الممتعة، فرؤساء الجمهوريّة والملوك والجنود والأطبّاء والشّعراء والكتّاب والعلماء والقادة السيّاسيّون، معظمهم رجال، بينما غالباً ما تكون النّساء ربّات منزل أو معلّمات أو ممرّضات، ونادراً ما نرى الأمّ تحلّ مشاكل العائلة، حيث يتولّى الأب زمام الأمور عند عودته إلى المنزل".

من جهتها، أوضحت سيرون شاميكيان، إحدى المؤسسات للمنصة الالكترونية، للحاضرين التغييرات والتعديلات التي أضيفت للموقع، الذي أطلق منذ شهرين، لتسهيل الدخول والتسجيل والمشاركة في الكتابة القصصية والتصويت وتعديل المساهمات قبل نشرها، كما ردت على استفسارات وأسئلة المشاركين في اللقاء.


دراسة عن الكتب الدراسيّة والمناهج اللبنانيّة


استناداً إلى دراسة أعدها المركز التربوي للبحوث والإنماء في لبنان ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم "يونيسكو"، لدعم المساواة بين الجنسين في التعليم في لبنان، وبهدف إزالة القوالب النمطية بين الجنسين من الكتب والمناهج المدرسية، تبيّن أن المرأة تظهر في المناهج بدورها العائلي الإنجابي (الأم، الابنة، الجدة...)، أما في المهن، فدورها محصور كمعلمة وفلاحة وسكرتيرة ومرشدة اجتماعية وخياطة وممرضة.

وتشير الدراسة التي أعدت في العام 2007، إلى تغييب المرأة في مناهج التعليم اللبنانية عن مواقع القرار والمشاركة الفعالة في تطوير مجتمعها، إذ إن المناهج تجعل حقلي الطب والإدارة حكراً على الذكور، وكذلك التعليم الجامعي والعمل في الوزارات وفي المواقع السياسية بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى المختار ورئيس البلدية والتي يحتكرها الذكور في المناهج.

أما في كتب الاقتصاد التي تتناول قضايا الإنتاج والاقتصاد، فقد أقصيت المرأة من هذه المادة وبرزت في صورة عاملة في مصنع أو صاحبة متجر للملابس، وبأدوار ثانوية غير فاعلة. وفي المجال العلمي، تغيب المرأة كلياً في النصوص والرسوم، مثل وظائف القوات المسلحة، مجال المعلوماتية، الوظائف التكنولوجية في المصانع وتشغيل الآلات، المهن المتعلقة بقطاع الاتصالات والتكنولوجيا، المدراء ومجالي العلوم والهندسة والطب.

أما العبارات الواردة في الكتب التعليمية (مادة الاجتماع للصف الثالث الثانوي)، التي تكرس الصورة النمطية للمرأة، نذكر منها: "هي ذات تبعية اقتصادية واجتماعية للرجل"، "هي كائن غير منتج"، "دون مستوى الرجال"، "كائن ناقص اجتماعياً"، "تخاف من ردود الفعل وتتعرض للعنف".

اقرأ أيضاً: كتابة إلكترونية مبتكرة بـ"كم كلمة"

المساهمون